لو جاء شخص الىهنا وتجاسر علىالله تعالى، ألا يعد شاناً للحرب علىالمسلمين؟ لو سبّ الله ورسوله ألا يعد متطاولًا علىالمسلمين؟
إن فرضنا أنّ ابراهيم الخليل (ع) لم يقم إلا بكسر الأصنام بعصاه، تلك الأصنام المقدسة لدى المشركين، أو ليس ذلك إعلاناً للحرب ضدهم؟ أليست هذه ثورة مسلحة؟ فهل قيام الجيوش المسلحة بالهجوم عليكم أسوأ حالًا من مجيء أحد علناً وسبه ولعنه لمقدساتكم؟ لاشك ولا شبهة في أنّ المسلم يعتبر الأخير أسوأ، وكذلك كان أولئك.
بناءاً علىهذا، الكلام بأنّ النبي عيسى (ع) قام بالوعظ والنصيحة فقط والنبي موسى (ع) لم يقم إلا بأعمال مختصرة خاطيء؛ لأنّ بعض الأنبياء قام بالسيف، لكن وبصورة عامة كل من بادر لإقامة حكومة عدل وجهت له ضربات، إذن نحن لانشكو من تعرضنا للضربات جراء قيامنا من أجل إقامة حكومة اسلامية عادلة، ويجب أن نتعرض للمزيد من الضربات، كانت الضربات في ذلك الزمان بشكل وأصبحت الآن بشكل آخر.
أما قضية دفع الثمن فلابد منها، فقد دفع ابراهيم الخليل الثمن، وكذلك موسىكليم الله ورسول الله وأمير المؤمنين وأئمتنا الكرام عانوا ما عانوا جميعاً في طريق إقامة حكومة العدل.
إن تلخصت دعوة النبي ابراهيم بالدعاء والذكر فما كان قد رمي في النار، وان لم يتخط رسول الله (ص) الدعاء عندما كان في مكة لما أوذي وحورب، لكنّه كافح وناضل برغم ما كان يمتلكه من منزلة وشرف عندهم، فلهذا السبب عارضوه وحاربوه، وهذا ينطبق على الجميع؛ لأنّكل من اكتفى بالدعاء مثلًا لم يتعرض له أحد بسوء، وان جلس المسلمون ورفعوا أيديهم بالدعاء، ربنا ارحم فلاناً ولعن فلاناً، فلا أحد ينبس معهم ببنت شفة، بيد أنّ هذا مخالف لسيرة ونهج الأنبياء والأولياء.
الجميع تلقىضربات، ونحن غير مستثنون من ذلك، هذه الضربات موجهة للاسلام وليست لنا، ووجهت لمقدسات الأنبياء لا لأشخاصهم.
الآن وقد أضحيالعالم كالقرية الصغيرة، فمن الممكن أن يسمع كلامي هذا في شتى أنحاء العالم، لذا لو ثرتم الآن علىجميع مقدساتهم لرآكم العالم برمته تثورون علىتلك المقدسات، لكن ماهي مقدساتهم؟
إنّها الدنيا، يريد أحدهم أن يوسع سلطته فتقفون إزاءه، وبهذا تكونون قد ثرتم على مقدساته؛ يريد أن يجمع الأموال فتتصدون له؛ لأنّه لا ينبغي أن يكدس الأموال المحرمة؛ يحتم عليكم دينكم مواجهة كل مايراه هؤلاء مقدساً لأنّه يرتبط بالدنيا، ولا مناص عن تعرضكم للضربات لكونها موجهة لجوهر الاسلام.