إيّاهُ « [1]؛ و» إياكَ نعبدُ وإياكَ نَسعتينُ « [2]، ويحتمل أن يكون هذا خطاب منه تعالى لكافة الموجودات:» وإنْ من شيء إلا يُسبحْ بحمدِهِ ولكنْ لاتَفقهونَ تسبيحَهُم « [3]، وهذا بلسان الكثرة أيضاً وإلا فهو الحمد والحامد والمحمود:» إنّ ربّكَ يُصلي « [4]،» اللهُ نورُ السماواتِ والأرضِ « [5].
و لدي: نحن نعجز عن شكره على نعمه اللامتناهية، فمن الأفضل ألّا نغفل عن خدمة عباده، فإنّ خدمتهم خدمة له لأنّهم جميعاً منه. لا تمنّ على خلق الله أبداً إزاء تقديمك خدمة لهم، فإنّهم أصحاب الفضل علينا حقاً والواسطة لتقديم الخدمة له جل وعلا. ولا تستغل تقديم الخدمة لهم في نيل السمعة والشعبية، فإنّ هذه من دسائس الشيطان الذي يمكر للايقاع بنا. واختر ما ينفع عباد الله لا ماينفعك وأصدقاءك، فانّ هذه علامة الصدق والاخلاص له جل وعلا.
ولدي العزيز: إنّ الله تعالى حاضر وشاهد على ما في العالم بأسره، وصفحة نفسنا إحدى صحف أعمالنا. حاول اختيار ما يقربك منه فانّ في ذلك رضاه. لاتؤاخذني بأنّني لو كنت صادقاً فلَم لم أكن كذلك؟ فأنا أعلم بأنني لاأتصف بصفات ذوي القلوب الخالصة، وأخشى أن يكون قلمي في خدمة إبليس والنفس الأمارة بالسوء، فأحاسب على ذلك غداً، لكنّ أساس هذه المواضيع ينطبق على الحق برغم أنّها جرت على قلم كقلمي وأنا لاأبعد كثيراً عن الخصال الشيطانية. وها أنذا أستجير بالله العلي القدير في هذه اللحظات الأخيرة، وأتأمل الشفاعة من أوليائه جل وعلا.
ربنا! اجعل هذا العجوز الضعيف وأحمد الفتي تحت رعايتك، وأحسن عواقبهم وظللهم برحمتك الواسعة واهدهم صراطك المستقيم.