(وإخواناً على سرر متقابلين) [2] وهي نعمة ينعم بها أهل الجنة.
أي أن الأخوّة والمحبة هي نعم أنعم الله بها على أهل الجنة والخصام بين أهل جهنم هو عذاب عظيم أعده الله لهم.
يقول أهل المعرفة: إن كل ما في الجنة والنار هو من صنع الإنسان نفسه ويعكس عمل الإنسان، وتقول رواية أن أرض الجنة والنار قاع مسطحة لا شيء فيها.
وفي رواية أخرى جاء أن الملائكة تشرع أحياناً بالبناء ومن ثم تقف وقد لاحظ الرسول (صلى الله عليه وآله) ذلك في ليلة المعراج فسأل جبرائيل عن ذلك فقال جبرائيل: إنها أعمال الناس فما داموا يفعلون الخير فإن البناء مستمر والعكس صحيح أيضاً.
إذا فأهل المعرفة يعتقدون بأن كل ما في الجنة وما في جهنم هو من صنع الإنسان فالله لم يشعل ناراً ليحرقنا بل نحن الذين أشعلنا هذه النار وهي إنعكاس لأعمالنا التي سترد إلينا.
يمكننا من خلال الآيتين السابقتين أن نقيم أنفسنا. هل نحن من أهل النار أم من أهل الجنة؟ فإن كان الخصام هو أساس أفعالنا نحن من أهل النار. طبعاً نحن لا نقصد بذلك حدة النقاش والبحث الذي يجري بين العلماء فهو أمر آخر وينتهي بعد البحث مباشرة دون أي ترسبات بل يجري في جو أخوي حميم دون أن يسبب أية عداوة. أو كأن يقوم صديقان بالتباحث في قضية ما فيدافع كل منهما عن وجهة نظر معينة كما هو الحال عند الطلاب الذين يمارسون ذلك كالرياضة في الحوزات العلمية وهي رياضة علمية تقوي
[1] (1) سورة ص (إن ذلك لحق تخاصم أهل النار) الآية 64.
[2] (2) إشاره للآية 47 من سورة الحجر (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين).