responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 415

مفتاح هذه الفوانيس ليرتفع نورها ويشع، والناس تبدأ بالصلاة على محمد وآل محمّد. ثم يعود أدراجه إلى الأسفل والناس منهمكون في مشاهدة هذه المصابيح، ثم يعود مرة أخرى إلى الأعلى ويسحب المفتاح إلى أسفل، ويعود الناس للهتاف مرة أخرى، لذا فإن هذه القضية طرحت منذ ذلك الحين، بأننا لا نستطيع حتى أن ندير مفتاح الفانوس بل يجب أن يفعله ذلك الأجنبي، يجب أن يحضر الأجانب من الخارج ويحركوا أيديهم كي يشعلوا لنا الفانوس ويعلمونا كيف نستخدمه. وللأسف أن هذا اللون من التفكير تفشّى ليشمل كافة شرائح المجتمع، وقد رأيت في تركيا عندما كنت مبعداً إليها تمثالا لأتاتورك‌ [1]، وقد أدار وجهه نحو الغرب رافعاً يديه وقد قالوا لي هناك: بأن في هذا إشارة إلى أنه علينا الاعتماد على الغرب في كل ما نحتاجه ونفعله على اعتبار أن أتاتورك رجل متنوّر أو من هذا القبيل، وهناك في بلادنا من يحملون نفس الفكر ويرون أنه علينا أن نكون من قمة رأسنا إلى أخمص قدمينا أوروبيين وإنجليز حتى نستطيع الاستمرار في حياتنا. فلو لم ندرك بأن لنا شخصيتنا المستقلة وأن المسلمين هم طائفة ولهم شخصية وبإمكانهم القيام بالعمل بأنفسهم. وما لم نصح ونريد فلن نستطيع فعل أي شي‌ء.

فقد أبقونا في سبات الغفلة مخدوعين حتى لا نتمكن من القيام بأي عمل صناعي، ولهذا تجد أمتنا غير قادرة إلا على صناعة ما يشبه الأباريق. فقد استطاع هؤلاء وعبر دعايتهم المنظمة في الداخل والخارج أن يجعلوا الأمة تصدق بأنها غير قادرة على صنع شي‌ء وأنها محتاجة إلى الغرب في كل شي‌ء. وأن الغربيين من عنصر وعرق أسمى. على نفس النحو الذي أدعى فيه هتلر أن العرق الألماني هو العرق الأسمى. وقد كتب بعض كتابنا، بأن العامل الألماني بعينيه الزرقاويتين والواقف على حافة الطريق حاملًا معوله استعداداً للعمل، هو أقدر منا على إدارة بلد مثل بلدنا، إن هذا اللون من التفكير أوصلنا إلى مرحلة من التخلف بتنا معها لا نصدق أنفسنا بأننا قادرون على إنجاز شي‌ء. حتى في تنظيم وتدريب جيشنا علينا الإستعانة بخبراء ومستشارين من أمريكا وأوروبا وأمّا الصناعة، فلا تحدّث عنها أبداً، فنحن أمّة تصنع الأباريق. ومن نحن حتى نتحدث عن الصناعة، فهي حكرٌ على الأمريكان والأوروبيين فقط.


[1] أول رئيس لتركيا بعد إنهيار الإمبراطورية العثمانية، تميز بنزعته العلمانية وتأثره الكامل بالغرب، ولهذا عمل على منع التبليغ الديني، وحال دون تدخل رجال الدين بالسياسية، وساق المجتمع التركي نحو العلمانية.

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست