أنفسهم فإن آراءهم وأفكارهم المنحرفة سترتسم على مرايا نفوس شبابنا وتحرفهم عن الطريق المستقيم إمّا شرقاً أو غرباً.
الهدف السامي للجمهورية الإسلامية، إقامة الحكومة والعدل الإلهي
تحتاج الجمهورية الإسلامية إلى التربية والتزكية، وجميع طبقات شعبنا وجميع الشعوب تحتاج إلى التربية والتزكية وتحتاج إلى تعاليم الأنبياء، ومجرّد الإدعاء بأن جمهوريتنا جمهورية إسلامية، لا يكفي، وإنما تكون كذلك حقاً وتصل إلى كمالها المطلوب عندما يكون الله عزوجل هو الحاكم على هذه الأمة وهذه البلاد. يعني عندما تكون الحكومة من ألفها إلى يائها حكومة إلهية ويكون جميع رجال الدولة والمسؤولين، أشخاصاً إلهيين، بعيدين كل البعد عن حب النفس والأنا والذات، لا يرون لأنفسهم ولا لذاتهم ولا لشخصهم أي فضل، لأن كل ما لديهم هو من عند الله سبحانه وتعالى، وما من شيء إلا من عنده، فإذا أصبح الإنسان إلهياً وأدرك أن هؤلاء عباد الله عزوجل وأن عليه ان يعاملهم بما يرضي الله سبحانه وتعالى واستيقظنا من غفلتنا وفهمنا بأننا من الله وسنرجع إليه «إنا لله وإنا إليه راجعون» [1]، وأدركنا معنى هاتين الكلمتين في حياتنا بأننا من الله والجميع منه عزّ وجل، ونحن لا شيء ولا نملك أي شيء وكل ما نملك منه وسنرجع إليه ونحاسب على أعمالنا، لو أدركنا هاتين الكلمتين وعملنا طبق أوامر الله عزّ وجل وكما يرضى الله من عباده، ودخلت هذه الكلمات الإلهية جميع أجهزة الدولة وجميع الأسواق الإسلامية وجميع أحياء وشوارع البلدان الإسلامية وفي كل مكان، في المصانع، المزارع، المدارس الوزارات، مجالس الشورى، وأذعنت لها النفوس وأمنت بها واعتقد بها الإنسان وآمن بها من صميم قلبه بأننا جميعاً من الله عزّ وجل وسنرجع إليه وأن جميع الكائنات من الله عزّ وجل وعلينا أن نتعامل معها وفق العدل الإلهي فجميعنا سنرجع إلى الله عزّ وجل، فإذا تعاملنا وفق العدل الإلهي، فإن الله سوف يدخلنا في رحمته الواسعة، وإذا لم نتعامل وفق ذلك فإن الله سوف يتعامل معنا وفق عدله، وعندها لن يستطيع أي شخص أن يفرّ من الحساب.
سعادة البشر في العلم والتربية
إنه لمن السذاجة في التفكير أن يظن الإنسان أن المدارس للعلم فقط وأن المعلمين لابد أن يكونوا متخصصين بغض النظر عن مشاربهم الفكرية والعقائدية فسواء ارتبطوا بالغرب أو