responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 361

إمرءاً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً، بل كان به عندي جديراً» [1] ثم ندّعي نحن بأننا شيعة. فليصبح رجال ومسؤولو الدولة! ليضعوا المخاصمات جانباً! وليروا هذه المناظر وليتأملوا جيداً صورة هؤلاء الشبان الذين قدموا دماءهم في سبيل الإسلام، تلك الدماء التي لولاها ما وصلتم إلى هذه المناصب. كفوا عن الخصومة، إنكم في محضر الله وجمعينا في محضر الله، وكلنا سنموت وكلنا سنحاسب على أعمالنا. لتستيقظ الأمة! لتستيقظ الحكومة! لنستيقظ جميعاً! فجميعكم في محضر الله وجميعكم محاسبون غداً. كفوا عن المخاصمة لأجل المناصب. لا تجعلوا دماء الشهداء سلماً ترتقونه لتصلوا إلى رغباتكم وأطماعكم. نحن إذ نكيل لصدام أنواع اللعن والاستحقار، حذار أن نكون مثله ولا ندري، فلنتأمل في حال أنفسنا ملياً، ولنختبرها جيداً في خلواتنا ولنسأل أنفسنا، أننا إذا تسلمنا منصباً ما فهل سنعمل مثل صدام؟ أم سنقتدي في جميع تصرفاتنا بوصي رسول الإسلام؟

أصعب إمتحان إلهي‌

إن أعظم ما يمتحن به الله الإنسان، الحكومة على مجتمع ما، هذا مجرد الحكومة، فكيف إذا كانت الحكومة على مجتمع يقدم دماءً سخية، دماء أبنائه وشبابه الغيارى، في سبيل الإسلام وفي سبيل الدولة الإسلامية، فإن الإمتحان عندها سيكون أكثر صعوبة وإشكالًا. أيها الرؤساء والمسؤولون! إعلموا أنكم في معرض إمتحان، وأن أعمالكم ما ظهر منها وما بطن تحت مراقبة الباري عزّ وجلّ، فالتفتوا إلى حال هذه الأمة التي ما فتئت تساندكم وتؤيدكم، وأولوها كل عناية واهتمام. أيها العاملون في مختلف مؤسسات وأجهزة الدولة! أيها الحرس! أيها الجيش! ايتها الشرطة! يا جميع القوات المسلحة العسكرية والأمنية! أيها الرؤساء في كل مكان، في المحافظات وفي المدن وفي القرى وحتى العشائر والقبائل، اعلموا أنكم في معرض إمتحان. حذار أن تتخذوا هذه الدماء وسيلة لترتقوا في المناصب. لا قدر الله أن تكونوا ممن يريد للآخرين أن يبذلوا دماءهم، ليحصل على منصب، لا قدر الله أن يكون هكذا حيواناً ساكناً في أعماقكم، وتظنون أنفسكم بشراً. إن الناس جميعاً في معرض الإمتحان «أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون» [2]. هل يظن الناس أن يتركوا دون إمتحان وتمحيص، لمجرد إدّعائهم الإيمان أو لمجرد إدعائهم أنهم طلاب للحرية والعدالة والمساواة وخدام للأمة والدولة والشعب؟ أم أنهم سيمتحنون ويسلّمون المناصب‌


[1] نهج البلاغة، محمد عبده، الخطبة 27.

[2] سورة العنكبوت، الآية 2.

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 361
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست