لم يكن هدف الأنبياء السيطرة والاستيلاء بل كان هدفهم هداية الناس وهداية الظالمين والجهلة إلى الطريق القويم ليصلوا من خلال ذلك إلى الله سبحانه وتعالى (إن ربي على صراط مستقيم) وليتركوا هذه الدنيا الفانية ويسيروا نحو النور المطلق. إذاً فوظيفة الأنبياء هي إيصالنا إلى هذا النور (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات) [1]. والطاغوت هو عدو الإنسان وعدو الله.
الدخول في ضيافة الله عزوجل
إن نجحنا في دخول ضيافة الله سبحانه وتعالى والتزود من مائدته العظيمة لوفقنا في الوصول إلى طريق الإنسانية الحقيقية ولكن صعوبة الطريق بالغة فالشياطين تترصد بنا وتمنعنا من الدخول وكل طريق وكل مسلك عدا ذلك هو طريق مضل. الإنسان مخلوق عجيب تتصارع فيه قوى كثيرة كالقوى الشهوانية والشيطانية التي لا نهاية لها وكلها طرق مضلة خادعة تصل به إلى جهنم إلّا الصراط المستقيم وهو طريق الإنسانية الموصل للّه سبحانه وتعالى إن سُمح لنا بدخول هذه الضيافة وإن استعدينا بشكل جيد للمشاركة فيها في هذا الشهر المبارك فسيكون لدينا أمل كبير بهداية تنجينا من ظلماتنا.
فقووا أنفسكم وإستعدوا لكافة أشكال البلاء والإمتحان.
راعٍ [2] يتوجه إلى فرعون ويطلب منه أن يسلم ويصبح إنساناً حقيقياً. وراعٍ أخر يتيم [3] ينهض من الحجاز ويطلب من جميع الأمم والشعوب أن تصل إلى الإنسانية الحقيقية إذاً فالهدف هو الوصول إلى الإنسانية ولكن أمر صعب طبعاً.
هناك مثل يقول: «من السهل أن تصبح رجل دين ولكن من الصعوبة أن تصبح إنساناً». يقول المرحوم الشيخ عبدالكريم حائري يزدي [4]: من السهل أن تصبح رجل دين ولكن أن تصبح إنساناً فهذا صعب جداً. والأنبياء بعثوا ليصبح هذا المحال ممكناً. لا تتخبطوا هنا
[4] (4) السيد عبدالكريم الحائري اليزدي (1276- 1355 ه-. ق) من كبار الفقهاء ومراجع الشيعة كان تلميذاً للسيد محمّد فشاركي- ميرزا محمّد تقي الشيرازي- آخوندخراساني عمل على ازدهار الحوزة العلمية في آراك بعد عودته من العتبات المقدسة سنة 1332 ه-. ق ثم انتقل إلى قم سنة 1340 ه-. ق وأسس الحوزة العلمية وهو أستاذ الإمام في الفقه والأصول.