responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 299

الذي فعلته ليقيم الناس الأفراح إبتهاجاً بزوالها؟ فأكثركم يذكر مدى الفرحة التي غمرت الناس، الممزوجة بالخوف والترقب مما سيحدث، عندما أغار الحلفاء على إيران وأقصوا رضاخان عن الحكم، ليعيّنوا ابنه محمّد رضا خلفاً له، والشعب صامت يكتفي بالتفرّج ولا يحرك ساكناً، فتلك المرحلة كانت تفتقر لزعيم وقائد يوحّد صفوف الجماهير ويهديها نحو خلاصها وتحررها، فقد كان يكفي أن تثور اثنان أو ثلاث من المدن الكبرى ليمنعوا ذلك، ولكن الخوف المستولي على قلوب الناس منعهم عن النهوض والثورة، ليعيشوا حقبة أخرى من الذل والهوان ولكن هذه المرة على أيدي محمّد رضا وأزلامه. ولو أن آية الله مدرّس‌ [1] كان في ذلك الزمان لمنع ذلك، ولكن للأسف كانت الساحة تفتقر لأمثاله.

إن مطالعة هذه الأحداث والأوضاع ومراجعتها طريقٌ جيد ليدرك جميعُ العاملين في الدولة من أكبر مسؤول كرئيس الجمهورية إلى أصغر موظف كرئيس بلدية في قرية مثلًا، بأن عليهم أن يكونوا في خدمة الشعب، فإنهم إن لم يكونوا كذلك، عادت الأوضاع شيئاً فشيئاً إلى ما كانت عليه في زمن أولئك، وهذا ما لم يكن في مصلحتهم، لأن الشعب اليوم يختلف عما كان سابقاً، فقد نفد صمته، وزال خوفه وعلا صوته، ولن يسكت على الظلم والجور، وإن أي دكتاتورية تمارس ضده لن تفلح، اللهم إلا بعد جيلين أو ثلاثة أجيال من الآن، فالذين يتصورون بأنهم قادرون بدكتاتوريتهم أن يخضعوا هذا الشعب، هم متوهمون. فعلى جميع العاملين في الدولة من مسؤولين ومدراء ومحافظين، ... أن يعاملوا الناس بودٍّ ومحبة، لا كما كانوا يُعاملون في السابق، فقد كان من المتعذر على الناس العاديين مقابلة المحافظ أو مدير الناحية، ليطرحوا عليه مشاكلهم، بل كانوا يخافون حتى مجرد لقائه، للهالة التي كان يحيط بها هؤلاء أنفسهم، والتعسف الذي كانوا يعاملون به الناس، مما كان يزيد في حجم العُقَد المختزنة في نفوس الناس تجاههم، حتى وصلت إلى مرحلة الانفجار في ثورتهم الأخيرة، الآن وقد باتت مواقع المسؤولية في أيدينا فعلينا أن نعمل جاهدين على كسب ثقة الناس ومحبتهم بتفانينا في خدمتهم وحل مشاكلهم قولًا وعملًا، فإن الشعب إذا أحس من مسؤوليه الصدق والإخلاص في العمل، فسيمنحهم كل الولاء والثقة والتأييد. وأمّا إذا أحس منهم الخيانة والطمع واستغلال المنصب لخدمة الأغراض الشخصية والعائلية، والتكبر على الناس والاستعلاء عليهم، فلن يكتفي بالسكوت واختزان الألم والمرارة كما كان سابقاً، فقد ولّى زمن الصمت، بل سيقوم وينهض ويقوّم‌


[1] آية الله السيد حسن مدرّس، رجل دين مجاهد، استشهد غيلةً بأمر من رضاخان وذلك في عام 1317 ه- ش.

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست