responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 222

لنلاحظ مثلًا شخصين يحمل كل منهما سيفاً بيده ثم يرفعه ويهوي به ليصرع شخصاً آخر، فصورة كلا العملين واحدة ولكنهما مختلفان من حيث القيمة لدرجة أن ضربة أحدهما تعادل عبادة الثقلين‌ [1]، في حين أن ضربة الأخر تخلّده في النار [2]، فما هو منشأ هذا الإختلاف في القيمة، إنه يعود إلى الإنسان نفسه، إلى معنوياته ومقاصده وغاياته التي تدفعه للإتيان بهذه الأعمال، فقيمة الأعمال من حيث الحسن والقبح والفضيلة والرذيلة، وحتى دوافع هذه الأعمال مبنية على معنويات الفرد وغاياته ومقاصده.

ثبات وصمود الأنبياء (ع) أمام الصعاب‌

إن تلك القوة، وذلك الثبات والصمود المذهل الذي كان يبديه الأنبياء (ع)، في وجه العقبات والمشاكل والتحديات التي كانت تعترض طريقهم أثناء قيامهم بمهامهم وأعمالهم في تبليغ رسالات ربهم، يعود إلى الصبغة الإلهية للدوافع الكامنة وراء هذه الأعمال. ويجب القول؛ إن أيّاً من هذه المشقات والصعاب التي كانت تبدو لنا من حيث دوافعنا البشرية على أنها شاقة وصعبة، هي ليست كذلك بالنسبة للأنبياء، لأن المقاصد والآفاق التي يطمحون إليها ويتحركون ويعملون من أجلها هي من العظمة والسمو بمكان، بحيث تهون في جنبها جميع الصعاب والمشاق، ولهذا نراهم يصرفون العمر كلّه في سبيلها دون أي ضعف أو هوان أو تراجع ولو خطوة واحدة. فإني لا أظن أن هناك إنساناً. لاقى ما لاقاه رسول الله (ص) من المشقة والتعب في تلك السنوات الثلاث عشرة التي قضاها في مكة وتلك السنوات العشر التي عاشها في المدينة، حتى أنه يمكن القول بأن المتتبع لحياة رسول الله (ص) في هاتين الفترتين يجد أن الرسول لم ينعم حتى يوماً واحداً من الراحة طيلة هذه السنوات.

ففي مكة لم يتركه مشركوها ولا للحظة واحدة، ومارسوا ضده أنواع الضغوطات والأذى والمقاطعة الاجتماعية والاقتصادية، ووضعوه تحت المراقبة الشديدة، فلم يغب عن أنظارهم حتى أيام إعتكافه في الغار، وذلك على أمل أن يتراجع عن دعوته، إلا أنه بقي صامداً، صابراً، ولم يزده ذلك إلا إيماناً وثباتاً، وعندما درس معطيات الواقع، وأيقن أن لا جدوى من البقاء في مكة، وأن ذلك لن يصب في صالح الدعوة والرسالة، آثر الهجرة على البقاء، فقد كانت أياماً عصيبة تلك التي قضاها في مكة، لم ينعم فيها حتى بيوم من‌


[1] (1) إشارة إلى ضربة علي (ع) يوم الخندق.

[2] (2) إشارة إلى ضربة ابن ملجم التي شجت رأس الإمام علي (ع) وأدت إلى استشهاده فيما بعد.

نام کتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) نویسنده : الخميني، السيد روح الله    جلد : 13  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست