نام کتاب : وسائل الشيعة ط-آل البیت نویسنده : الشيخ حرّ العاملي جلد : 27 صفحه : 201
من أظهر ولاية ولاة
الأمر ، وطلب علومهم. وذلك أنّهم ضربوا القرآن بعضه ببعض ، واحتجوا
بالمنسوخ ، وهم يظنّون أنّه الناسخ ، واحتجّوا بالخاص ، وهم يقدّرون أنّه
العام ، واحتجّوا بأوَّل الآية ، وتركوا السنّة في تأويلها ، ولم
ينظروا الى ما يفتح الكلام ، وإلى ما يختمه ، ولم يعرفوا موارده ومصادره ،
إذ لم يأخذوه عن أهله ، فضلّوا ، وأضلّوا. ثمَّ ذكر ( عليه السلام ) كلاماً
طويلاً في تقسيم القرآن إلى أقسام وفنون ووجوه ، تزيد على مائة وعشرة ـ
إلى أن قال ( عليه السلام ) : ـ وهذا دليل واضح على أنَّ كلام الباري
سبحانه لا يشبه كلام الخلق ، كما لا تشبه أفعاله أفعالهم. ولهذه العلّة
وأشباهها لا يبلغ أحد كنه معنى حقيقة تفسير كتاب الله تعالى ، إلاّ نبيّه
وأوصياؤه ( عليهم السلام ) ـ إلى أن قال : ـ ثمَّ سألوه ( عليه السلام ) عن
تفسير المحكم من كتاب الله ، فقال : أمّا المحكم الّذي لم ينسخه شيء فقوله
عزَّ وجلَّ : (هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ
مُتَشَابِهَاتٌ)[٢]
الآية. وإنّما هلك الناس في المتشابه ، لأنّهم لم يقفوا على معناه ، ولم
يعرفوا حقيقته ، فوضعوا له تأويلاً من عند أنفسهم بآرائهم ، واستغنوا بذلك
عن مسألة الأوصياء ، ونبذوا قول رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وراء
ظهروهم. الحديث.
[ ٣٣٥٩٤ ] ٦٣ ـ الحسن
بن عليّ العسكري ( عليه السلام ) في ( تفسيره ) بعد كلام طويل في فضل القرآن قال : أتدرون من المتمسّك به ، الّذي له بتمسّكه [١]
هذا الشرف العظيم ؟ هو الّذي أخذ القرآن وتأويله عنّا أهل البيت ، عن
وسائطنا السفراء عنّا إلى شيعتنا ، لا عن آراء المجادلين وقياس الفاسقين [٢]
، فأمّا من قال في القرآن برأيه ، فإن اتّفق له مصادفة صواب