و عن أبيه، و محمّد بن موسى بن
المتوكّل، عن عليّ بن الحسين السّعدآباديّ جميعا عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن
أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن حريز، عن مرازم، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام
قال: سجدة الشّكر واجبة على كلّ مسلم، تتمّ بها صلاتك و ترضي بها ربّك، و تعجب
الملائكة منك، و إنّ العبد إذا صلّى ثمّ سجد سجدة الشّكر فتح الربّ تبارك و تعالى
الحجاب بين العبد و بين الملائكة فيقول: يا ملائكتي انظروا إلى عبدي أدّى فرضي و
أتمّ عهدي، ثمّ سجد لي شكرا على ما أنعمت به عليه، ملائكتي! ما ذا له عندي؟ فتقول
الملائكة: يا ربّنا رحمتك، ثمّ يقول الربّ تبارك و تعالى: ثمّ ما ذا له؟ فتقول
الملائكة: يا ربّنا جنّتك، ثمّ يقول الربّ تبارك و تعالى: ثمّ ما ذا؟ فتقول
الملائكة: يا ربّنا كفاية مهمّه، فيقول الربّ تبارك و تعالى: ثمّ ما ذا؟ قال: و لا
يبقى شيء من الخير إلّا قالته الملائكة، فيقول اللّه تبارك و تعالى: يا ملائكتي
ثمّ ما ذا؟ فتقول الملائكة ربّنا لا علم لنا، فيقول الربّ[1]
تبارك و تعالى: أشكر له كما شكر لي و أقبل إليه بفضلي، و اريه وجهي[2].
قال
الصّدوق- رحمه اللّه- بعد إيراده لهذا الخبر: من وصف اللّه تبارك و تعالى ذكره
بالوجه كالوجوه فقد كفر و أشرك، و وجهه أنبياؤه و حججه صلوات اللّه عليهم و هم
الّذين يتوجّه بهم العباد إلى اللّه عزّ و جلّ و إلى معرفته و معرفة دينه و النّظر
إليهم في يوم القيامة ثواب عظيم يفوق كلّ ثواب و قد قال اللّه عزّ و جلّ:
«كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَ يَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ»، و قال عزّ
و جلّ: «فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ»
يعني التّوجّه إليه.
هذا
كلامه، و لما ذكره من التّأويل وجه غير أنّ اتساع باب المجاز و كثرة وقوعه في خصوص
الألفاظ المعبّر بها عن أمثال هذا المعنى لضيق الحقايق عنها يسهل الخطب و يقتضي
القناعة في فهم المراد منها بالأمر الاجمالي.