[1]. من هنا الى قوله« ممن يضيع» ليس في التهذيبين
و بعده فيهما هكذا« و لو لا ذلك لم يكن لاحد أن يشهد على أحد بالصلاح لان من لم
يصل فلا صلاح له بين المسلمين، لان الحكم جرى فيه من اللّه و من رسوله صلّى اللّه
عليه و آله بالحرق في جوف بيته و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله:« لا صلاة
لمن لا يصلّى في المسجد مع المسلمين الا من علّة» و قال رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله:« لا غيبة الا لمن صلّى في جوف بيته و رغب عن جماعتنا، و من رغب عن
جماعة المسلمين وجبت غيبته و سقطت بينهم عدالته و وجب هجرانه» و إذا رفع الى امام
المسلمين أنذره و حذره، فان حضر جماعة المسلمين و الا أحرق عليه بيته، و من لزم
جماعتهم حرمت عليهم غيبته و ثبتت عدالته بينهم».
[2]. قال الأستاذ- مدّ ظلّه-: زعم بعض الفقهاء أن
الاطلاع على العدالة غير ممكن و هو خطأ فان العدالة كسائر الصفات النفسانية كالبخل
و الجود و الحسد و العلم و الجهل و الذوق، يدل عليها بالاعمال و الظواهر و ذكر في
هذا الحديث نبذا من أمثلة ما يدلّ على العدالة و ليست توقيفيّة لان الحكم الشرعى
على نفس العدالة لا على ما يدلّ عليه فإذا علمت بأى دليل كفى، و لو كلفنا اللّه
تعالى بالعلم بالعدالة لم يكن تكليفا بما لا يطاق لان العلم بها ممكن و اكتفى بعض
علمائنا بحصول الظنّ بها زعما منه أن تحصيل العلم بها غير ممكن، و نقول هو ممكن بل
ميسور و سهل الا في المبتلين بالوسواس الذين يصعب العلم لهم في جميع الأشياء و منها
العدالة، و تدلّ الروايات على أن الأصل العدالة فلا يحتاج الى تكلّف الدليل عليه.
نام کتاب : من لا يحضره الفقيه نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 3 صفحه : 39