نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 16 صفحه : 300
( عليه السلام ) العصر
، فوجدته جالسا بين يديه صحفة فيها لبن خاذر [١]
أجد ريحه من شدة حموضته ، وفي يده رغيف أرى قشار الشعير في وجهه ،
وهو يكسر بيده أحيانا فإذا غلبه كسره بركبته ، وطرحه فيه ، فقال : « ادن
فأصب من طعامنا هذا » فقلت : إني صائم ، فقال : « سمعت رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) ، يقول : من منعه الصوم من طعام يشتهيه ، كان حقا
على الله يطعمه من طعام الجنة ، ويسقيه من شرابها » قال : فقلت لجاريته
وهي قائمة بقريب منه : ويحك يا فضة ، الا تتقين الله في هذا الشيخ ، الا
تنخلون له طعاما ، مما أرى فيه من النخالة!؟ فقالت : لقد تقدم إلينا أن لا
ننخل له طعاما ، قال : « ما قلت لها » فأخبرته ، فقال : « بأبي وأمي من لم
ينخل له طعام ، ولم يشبع من خبز البر ثلاثة أيام ، حتى قبضه الله ».
[١٩٩٥٠] ١٥ ـ القطب
الراوندي في الخرائج : في أعلام أمير المؤمنين
( عليه السلام ) : ومن أعلامه قوله : « واعلم أن إمامكم قد اكتفى من دنياه
بطمريه ، يسد فورة جوعه بقرصيه ، لا يطعم الفلذة [١] في حوله إلا
في سنة
أضحية ، ولن تقدروا على ذلك ، فأعيوني بورع واجتهاد » الخبر.
ورواه ابن
شهرآشوب في مناقبه هكذا : وفيما كتب إلى سهل بن
حنيف : « أما علمت أن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ، ويسد فاقة
جوعه بقرصيه ، ولا يأكل الفلذة في حوليه ، إلا في سنة أضحية ،
يستشرف [٢] الافطار على ادميه ، ولقد آثر اليتيمة على سبطيه ، ولم
تقدروا
على ذلك » إلى آخره [٣].
[١] كذا في الطبعة الحجرية ،
وفي المناقب : حاذر ، وفي البحار : حازر والظاهر أن
الصحيح ما في البحار وهو اللبن إذا اشتدت حموضته ( لسان العرب ج ٤ ص ١٨٥ ).
١٥ ـ الخرائج
والجرائح ج ١ ص ١٤٠.
[١] الفلذة : القطعة من الكبد
واللحم ( مجمع البحرين ج ٣ ص ١٨٦ ).
[٢] يستشرف : أي تميل نفسه
إلى ادميه وهما القرصان المذكور ان نزلهما منزلة الادام
( انظر لسان العرب ج ٩ ص ١٧٢ ).