نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 15 صفحه : 211
النصرانية ، واني أسلمت ، فقال : « وأي شئ رأيت الاسلام؟ » قلت : قول
الله عز وجل : (ما
كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا
نهدي به من نشاء)[١] فقال : « لقد هداك الله ـ ثم قال ـ اللهم اهده ـ ثلاثا ـ
سل عما شئت يا بني » فقلت : ان ( أبي و ) [٢] أمي وأهل بيتي من النصرانية ،
وأمي مكفوفة البصر ، فأكون معهم وآكل في بيتهم ، فقال : « يأكلون لحم
الخنزير » فقلت : لا ، ولا يمسونه ، فقال : « لا بأس ، وانظر أمك فبرها ،
فإذا ماتت فلا تكلها إلى غيرك ، كن أنت الذي تقوم بشأنها ، ولا تخبرن أحدا
أنك أتيتني ( واتني بمنى ) [٣] إن شاء الله » قال : فأتيته بمنى والناس حوله
كأنه معلم صبيان ، هذا يسأله وهذا يسأله ، فلما قدمت الكوفة ألطفت أمي وكنت
أطعمها وأفلي ثوبها وقناعها وأخدمها ، قالت لي : يا بني كنت ما تصنع بي هذا
وأنت على ديني ، فما الذي أرى منك منذ هاجرت فدخلت ( في الحنيفية ) [٤]
فقلت لها : رجل من ولد نبينا أمرني بهذا ، فقالت : هذا الرجل هو نبي؟
فقلت : لا ، ولكنه ابن نبي ، فقالت : يا بني هذا نبي ، ان هذه وصايا
الأنبياء ، فقلت : يا أمه ليس بعد نبينا نبي ، ولكنه ابنه ، فقالت : يا بني
دينك خير دين ، فأعرضه علي ، فعرضته عليها ، فدخلت في الاسلام ،
وعلمتها الصلاة فصلت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة ، ثم عرض
لها عارض في الليل ، فقالت : يا بني أعد علي ما علمتني من دينك ، فأعدته
عليها وأقرت به وماتت ، فلما أصبحت كان المسلمون الذين غسلوها
وكفنوها ، وصليت عليها ونزلت في قبرها.
(١٨٠٣٣) ٩ ـ الصدوق
في العيون : عن أبيه ، عن علي بن موسى