نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 14 صفحه : 215
الله ، قد غلبني حديث النفس ، ولم أُحدث شيئاً حتى أستأمرك [١] ، قال :
بم حدثتك نفسك يا عثمان ؟ قال : هممت أن أسيح في الأرض ، قال : فلا
تسح فيها ، فإن سياحة أمتي المساجد ، قال : هممت أن أُحرم اللحم على
نفسي ، فقال : فلا تفعل ، فإني لأشتهيه وآكله ، ولو سألت الله أن يطعمنيه
كل يوم لفعل ، قال : وهممت أن أجب [١] نفسي ، قال : يا عثمان ليس منا
من فعل ذلك بنفسه ولا بأحد ، إن وجاء [٣] أمتي الصيام ، قال : وهممت أن
أُحرم خولة على نفسي ـ يعني امرأته ـ قال : لا تفعل يا عثمان » الخبر.
[١٦٥٣١] ٢ ـ وعن
جعفر بن محمّد ( عليه السّلام ) ، أنه سئل عن رجل دخله الخوف من الله ، حتى ترك
النساء والطعام الطيب ، ولا يقدر على أن
يرفع رأسه إلى السماء تعظيماً لله ، فقال ( عليه السّلام ) : « أما قولك في ترك
النساء ، فقد علمت ما كان لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) منهن ، وأما
قولك في ترك الطعام والطيب ، فقد كان رسول الله ( صلّى الله عليه وآله )
يأكل اللحم والعسل ، وأما قولك أنه دخله الخوف من الله حتى لا يستطيع
أن يرفع رأسه [١] ، فإنما الخشوع في القلب ، ومن ذا يكون أخشع وأخوف لله
من رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فما كان يفعل هذا ، وقد قال الله عز
وجل (لقد
كان لكم في رسول الله أُسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر)[٢] ».
[١] في الحجرية : « استأمرك » وما أثبتناه من المصدر.
[٢] الجبّ بفتح الجيم وتشديد الباء : قطع
الذكر ( النهاية ج ١ ص ٢٣٣ ).
[٣] الوجاء : الخصاء ، شُبّه الصوم به
لأنه يكسر الشهوة ( النهاية ج ٥ ص ١٥٢ ومجمع
البحرين ج ١ ص ٤٣٠ ).