نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 14 صفحه : 205
عليه وآله ) فاطمة ( عليها السّلام ) ، وأخبرني أنّ الله قد زوّجنيها ،
وهذا
رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) خارج في أثري ، ليذكر بحضرة النّاس ،
ففرحا وسرّا ، فدخلا معي في المسجد ، قال عليّ ( عليه السّلام ) : فوالله ما
توسّطناه حتّى لحق بنا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) وأنّ وجهه يتهلّل
فرحاً وسروراً ، فقال : أين بلال ؟ قال : لبيّك وسعديك يا رسول الله ، ثم
قال : أين المقداد ؟ فأجاب : لبّيك يا رسول الله ، ثم قال : أين سلمان
فأجاب : لبّيك يا رسول ، الله ثم قال : أين أبو ذر؟ فأجاب : لبّيك يا
رسول الله ، فلمّا مثلوا بين يديه قال : انطلقوا بأجمعكم فقوموا في جنبات
المدينة ، واجمعوا المهاجرين والأنصار والمسلمين ، فانطلقوا لامر رسول الله
( صلّى الله عليه وآله ) فجلس على أعلى درجة منبره ، فلمّا حشد المسجد
بأهله ، قام رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فحمد الله وأثنى عليه ، فقال :
الحمد لله الّذي رفع السماء فبناها ، وبسط الأرض فدحاها ، فأثبتها بالجبال
فأرساها ، أخرج منها ماءها ومرعاها ، الّذي تعاظم عن صفات الواصفين ،
وتجلل عن تعبير لغات النّاطقين ، وجعل الجنّة ثواب المتّقين ، والنّار عقاب
الظّالمين ، وجعلني نقمة للكافرين ورحمة ورأفة للمؤمنين ، عباد الله
انّكم في دار أمل ، وعدّ وأجل ، وصحّة وعلل ، دار زوال وتقلّب أحوال ،
جعلت سبباً للارتحال ، فرحم الله امرء قصر من أمله ، وجد في عمله :
وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوته ، ليوم فاقته ، يوم يحشر
فيه الأموات وتخشع له الأصوات ، وتذكر الأولاد والأُمهات ، وترى النّاس
سكارى وما هم بسكارى يوم يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أنّ الله هو الحق
المبين (يوم
تجد كلّ نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تودّ لو أن
بينها وبينه أمدا بعيدا)[٢](فمن
يعمل مثقال ذرّة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرّة
شرّاً يره)[٣] يوم يبطل فيه الأنساب ، ويقطع فيه الأسباب ، ويشتدّ فيه
على