نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 13 صفحه : 324
يجري قد ارتفع كأنّه الماء الجاري ، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : «يا
أبا حنيفة ، ماذا عند الميل [٧] كأنه يجري؟» قال : ذاك الماء ، يا ابن رسول
الله ، فلمّا وافيا الميل وجداه أمامهما فتباعد ، فقال أبو عبد الله
(عليه السلام) : «اقبض ثمن البغل قال الله تعالى : (كسراب بقيعة يحسبه
الظمآن ماء حتّى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده)[٨]» قال : خرج أبو
حنيفة إلى أصحابه كئيباً حزيناً ، فقالوا له : مالك يا أبا حنيفة؟ قال :
ذهبت البغلة هدراً ، وكان قد أعطي بالبغلة عشرة آلاف درهم.
[١٥٤٨٥] ٧ ـ القاضي
نعمان المصري صاحب الدعائم ، في كتاب شرح الاخبار : عن عمر بن حماد القتادة ،
بإسناده عن أنس قال : كنت مع عمر بمنى ، إذ
أقبل أعرابي ومعه ظهر ، فقال لي عمر : سله هلا يبيع الظهر [١]؟ فقمت إليه
فسألته ، فقال : نعم ، فقام إليه ، فاشترى منه أربعة عشر بعيراً ، ثم قال :
يا أنس الحق هذا الظهر ، فقال الاعرابي : جردها من أحلاسها [٢] وأقتابها [٣]
فقال : إنّما اشتريتها بأحلاسها وأقتابها ، فاستحكما علياً (عليه السلام)
فقال : كنت اشترطت عليه أقتابها وأحلاسها ، فقال عمر : لا ، قال :
فجردها له ، فإنّما لك الإبل ، فقال عمر : يا أنس جردها وادفع أقتابها
وأحلاسها إلى الاعرابي ، وألحقها بالظهر ، ففعلت.
[٧] الميل : قدر منتهى مد البصر ، وقيل
للأعلام المبنية في طريق مكّة أميال ، لأنّها
بنيت على مقادير مدى البصر من الميل إلى الميل ، وكل ثلاثة أميال منها فرسخ (لسان
العرب ـ ميل ـ ج ١١ ص ٦٣٩).