نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 13 صفحه : 150
الضعيف) [٣٧] ، ولا يلح على القوي ، ممّن لا يثيره [٣٨] العنف ، ولا يقعد به
الضعف ، والصق (بأهل العفة) [٣٩] والدين والسوابق الحسنة ، ثم بأهل
الشجاعة منهم ، فإنّهم جماع الكرم ، وشعبة من العزّ ، ودليل على حسن الظن
بالله والإيمان به ، ثم تفقد من أمورهم ما يتفقده الوالد من ولده ، ولا يعظمنّ في
نفسك شيء أعطيتهم إيّاه ، ولا تحقرنّ لهم لطفاً تلطفهم به ، فإنّه يرفق بهم كلّ ما
كان منك إليهم وإن قل ، ولا تدعن تفقد لطيف أمورهم اتكالاً على نظرك في
جسيمها ، فإنّ للّطيف موضعاً ينتفع به ، وللّجسيم موضعاً لا يستغنى فيه عنه ،
وليكونوا آثر رعيتك عندك ، وأفضلهم منزلة منك ، أسبغ عليهم في التعاون ،
وأفضل عليهم عليهم في البذل ، ما يسعهم ويسع من وراءهم من أهاليهم ، حتّى يكون
همّهم خالصاً في جهاد عدوّك ، وتنقطع همومهم ممّا سوى ذلك ، وأكثر اعلامهم
ذات نفسك [لهم] [٤٠] من الأثرة والمكرمة وحسن الارضاء [٤١] ، وحقق ذلك
بحسن الآثار فيهم ، واعطف عليك قلوبهم باللطف ، فإنّ أفضل قرّة أعين الولاة
استفاضة الأمن في البلاد ، وظهور مودة الأجناد ، وإذا كانوا كذلك سلمت
صدورهم ، وصحّت بصائرهم ، واشتدت حيطتهم من وراء أمرائهم ، ولا تكل
جنودك إلى غنائمهم ، أحدث لهم عند كلّ مغنم عطيّة من عندك ، لتستصرفهم
بها [٤٢] ، وتكون داعية لهم إلى مثلها ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله ، واخصص أهل
الشجاعة والنجدة بكل عارفة ، وامدد لهم أعينهم إلى صور عميقات ما عندهم
بالبذل ، في حسن الثناء ، وكثرة المسألة عنهم رجلاً رجلاً ، وما ابلى في كل
مشهد ، واظهار ذلك منك عنه ، فإنّ ذلك يهز الشجاع ويحرض غيره ، ثم لا تدع