نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 12 صفحه : 329
يا بن مسعود ،
قال الله تعالى : (أفرأيت ان متعناهم
سنين ثم جاءهم ما كانوا
يوعدون ، ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون)[١٠].
يا بن مسعود ،
أجسادهم لا تشبع ، وقلوبهم لا تخشع ، يا بن مسعود ،
الاسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ ، فطوبى للغرباء ، فمن أدرك ذلك الزمان
من أعقابكم ، فلا تسلّموا [١١] في ناديهم ، ولا تشيّعوا [١٢] جنائزهم ، ولا
تعودوا [١٣] مرضاهم ، فإنّهم يستنون بسنّتكم ، ويظهرون بدعواكم ،
ويخالفون
أفعالكم ، فيموتون على غير ملتكم ، أولئك ليسوا منّي ولا أنا منهم ، فلا تخافنّ
أحداً غير الله ، فإنّ الله تعالى يقول : (أينما تكونوا يدرككم
الموت ولو كنتم في
بروج مشيدة)[١٤] ويقول : (يوم يقول المنافقون
والمنافقات للذين آمنوا انظرونا
إلى قوله ـ وغركم
بالله الغرور فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا
مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير)[١٥].
يا بن مسعود ،
عليهم لعنة الله مني ومن جميع المرسلين ، والملائكة
المقربين ، وعليهم غضب الله وسوء الحساب ، في الدنيا والآخرة ، وقال الله
تعالى : (لعن الذين كفروا من
بني إسرائيل إلى قوله ولكن كثيرا
منهم
فاسقون)[١٦].
يا بن مسعود ، [أولئك]
[١٧] يظهرون الحرص الفاحش ، والحسد الظاهر ،
ويقطعون الأرحام ، ويزهدون في الخير ، قال الله تعالى : (والذين ينقضون عهد
الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك