نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 11 صفحه : 167
طريق ، ولا تؤمه في طريق ، ولا تستجهله ، وان
جهل عليك تحمّلت واكرمته بحقّ اسلامه مع سنّه ، فانّما حقّ السنّ بقدر
الاسلام ، ولا قوّة إلّا بالله .
وأمّا
حقّ الصغير ، فرحمته تثقيفه وتعليمه ، والعفو عنه ، والسّتر عليه ،
والرفق به ، والمعونة له ، والستر على جرائر حداثته ، فانّه سبب للتّوبة ،
والمداراة له ، وترك مماحكته ، فان ذلك أدنى لرشده .
وأمّا
حقّ السائل ، فاعطاؤه إذا تهيّأت صدقة وقدرت على سدّ حاجته ،
والدعاء له فيما نزل به ، والمعاونة على طلبته ، وان شككت في صدقه ، وسبقت
اليه التّهمة له ، ولم تعزم على ذلك ، ولم تأمن ان يكون من كيد الشيطان ،
اراد ان يصدّك عن حظّك ، ويحول بينك وبين التّقرب الى ربّك ، تركته بستره
ورددته ردّاً جميلاً ، وان غلبت نفسك في امره ، واعطيته على ما عرض في نفسك
، فان ذلك من عزم الأمور .
وأمّا
حقّ المسؤول ، فحقّه إن اعطى قبل منه ما اعطى ، بالشكر له ،
والمعرفة لفضله ، وطلب وجه العذر في منعه ، وأحسن به الظّن ، واعلم انّه ان
منع ماله منع ، وأن ليس التّثريب [٣٩] في ماله وان كان ظالماً ، فانّ الانسان لظلوم كفّار .
وأمّا
حقّ من سرّك الله به وعلى يديه ، فان كان تعمّدها لك حمدت الله
اوّلاً ثم شكرته على ذلك ، بقدره في موضع الجزاء ، وكافأته على فضل
الابتداء ، وارصدت له المكافأة ، وإن لم يكن تعمّدها ، حمدت الله وشكرته ،
وعلمت انّه منه توحّدك بها ، وأحببت هذا إذا كان سبباً من أسباب نعم الله
عليك ، وترجو له بعد ذلك خيراً ، فانّ اسباب النّعم بركة حيث ما كانت ، وإن
كان لم يعمد ، ولا قوّة إلّا بالله .
[٣٩] تَثَرَّبَ عليه : لامه وعيره بذنبه
. . . ولا تثريب عليكم . . معناه لا إفساد عليكم . ( لسان العرب ج ١ ص ٢٣٥ ) .
نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 11 صفحه : 167