نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 11 صفحه : 168
وأمّا حقّ من
ساء لك القضاء على يديه بقول او فعل ، فان كان تعمّدها كان العفو أولى بك ،
لما فيه له من القمع وحسن الأدب ، مع كثير أمثاله من الخلق ، فانّ الله
يقول : ( وَلَمَنِ انتَصَرَ
بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ
ـ الى قوله ـمِنْ
عَزْمِ الْأُمُورِ )[٤٠] وقال عزّ وجلّ : ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ
فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ )[٤١]
هذا في العمد ، فإن لم يكن عمداً لم تظلمه بتعمّد الانتصار منه ، فتكون قد
كافأته في تعمّد على خطأ ، ورفقت به ورددته بألطف ما تقدر عليه ، ولا قوّة
إلّا بالله .
وامّا
حقّ[٤٢]ملّتك
عامّة ، فاضمار
السلامة ، ونشر جناح الرّحمة ، والرّفق بمسيئهم ، وتألّفهم واستصلاحهم وشكر
محسنهم الى نفسه واليك ، فانّ احسانه الى نفسه احسانه اليك ، إذا كفّ منك
أذاه ، وكفاك مؤونته ، وحبس عنك نفسه ، فعمّهم جمعياً بدعوتك ، وانصرهم
جميعاً بنصرتك ، وانزلهم جميعاً منك منازلهم : كبيرهم بمنزلة الوالد ،
وصغيرهم بمنزلة الولد ، وأوسطهم بمنزلة الأخ ، فمن أتاك تعاهده بلطف ورحمة ،
وصل أخاك بما يجب للأخ على اخيه .
وأمّا
حقّ أهل الذمّة ، فالحكم فيهم أن تقبل فيهم ما قبل الله ، وتفي بما
جعل الله لهم من ذمته وعهده ، وتكلهم اليه فيما طلبوا من انفسهم واجبروا
عليه ، وتحكم فيهم بما حكم الله به على نفسك فيما جرى بينك [ وبينهم ] [٤٣]
من معاملة ، وليكن بينك وبين ظلمهم من رعاية ذمّة الله والوفاء بعهده وعهد
رسوله ( صلى الله عليه وآله ) حائل ، فانّه بلغنا انّه قال : من ظلم
معاهداً كنت خصمه ، فاتّق الله ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله .