نام کتاب : خاتمة مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 9 صفحه : 341
وإنّي وإن لم
أُدرك من أتعلّم منه من هذا الفنّ الشريف باباً ، ولم أجد في طول عمري من أقرأ
عليه ممّا صُنّف فيه كتاباً ، لكن الله تعالى بمنّه وجوده حبّب إليّ في عنفوان
الشباب النظر إلى كتب الأحاديث ، فصرفت فضول أوقاتي فيه ، فإنّي لم أترك الحضور
عند المشايخ العظام ، والفقهاء الكرام (رضوان الله عليهم) مذ صرت قابلاً للحضور
عندهم ، والتلقّي عنهم ، والاستفادة منهم ، ولكنّي في خلال ذلك كنت أتجسّس في خلال
تلك الديار ، حتى صرت بحمد الله تعالى من أهل الدار.
وحيث انجرّ الكلام
إلى هذا المقام ، فلا بأس بشرح حالي على الإجمال ، تأسّياً بالعالم الجليل في
الوسائل ، إلاّ أنّه لحسن ظنّه بنفسه أدرج نفسه في باب الميم ، في الفائدة الأخيرة
، في ذكر الثقات والممدوحين [١].
فنقول : ولدت في
ثامن عشر شهر شوّال من سنة أربع وخمسين بعد المائتين والألف ، في قرية بالو من قرى
نور ، إحدى كِوَر طبرستان ، وتوفّي والدي العلاّمة (أعلى الله تعالى مقامه) وقد
شرحت بعض أحواله ومقاماته ومؤلّفاته في كتابنا الموسوم بدار السلام ـ [٢] وأنا ابن ثمان
سنين ، فبقيت سنين لا أحد يربّيني ، إلى أن بلغت أوان الحلم ، فأنعم الله تعالى
عليّ بملازمة العالم الجليل ، الفقيه النبيه ، الزاهد الورع النبيل ، المولى محمّد
علي المحلاّتي (قدس الله تعالى روحه الزكية) [٣] وكان عالماً ، زاهداً ،