نام کتاب : خاتمة مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 9 صفحه : 320
الكبير [١] ، ولعمري إنّ جلّ
ما حداهم على هذا ما استفاض بينهم : من أنّه إذا تعارض الدليلان العقلي والنقلي
وجب تأويل الثاني أو طرحه ، إن لم يمكن التأويل.
وقد ضقت بهذه
المسألة ذرعاً ، حتى ظهر لي بفضل الله أنّ هذا لا يتمشّى إلاّ فيما إذا كانت
مقدّماته بديهية ، أو ما إذا كانت مقدّماته مأخوذة من الدليل النقلي ، أمّا في
غيرها فلا ينبغي لعاقل فضلاً عن فاضل أن يرتاب في بطلان ما اشتهر ، بل يجب عليه أن
يجزم بعكسه ؛ لأنّها عند التحقيق لا تفيد إلاّ ظنا [٢]. إلى آخره.
وممّا يؤيد ما
ذكرنا أنّ الشيخ الأجلّ الحرّ العاملي الذي هو أصلب في الأخبارية من المحدّث الجزائري
صرّح في الوسائل بحجيّة حكم العقل إذا كان قطعياً ، فقال في الفائدة الثامنة في
ذكر القرائن التي تقترن بالخبر ، ممّا يدل على ثبوته عنهم عليهمالسلام أو على صحّة مضمونة ما لفظه : ومنها موافقته لدليل عقلي قطعي ، وهو راجع إلى
موافقة النصّ المتواتر ، لأنّه لا ينفكّ منه أصلاً [٣].
وقال في كتاب
الجهاد ؛ باب وجوب طاعة العقل ومخالفة الجهل [٤]. وساق جملة من الأخبار المعروفة ، التي منها : « أنّ لله
على الناس حجّتين : حجّة ظاهرة وحجّة باطنة ، فأمّا الظاهرة فالرسل والأنبياء
[١] وهو شرح كبير
للصحيفة السجادية ، وهو غير شرحه الآخر المسمّى بنور الأنوار والذي يكون ملخصاً
للشرح الكبير هذا ، راجع الذريعة ١٣ : ٣٥٨.