نام کتاب : خاتمة مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 7 صفحه : 60
ولقد أجاد فيما
أفاده (طاب ثراه) وقد أوضحنا في ترجمة عثمان في (قمد) [١] أنه كان مستقيماً
جليلاً ، ثم وقف ثم تاب ، ونظيره في الأعاظم ما لا يحصى ، وإن فارقهم من جهة زيادة
أيام انحرافه ظاهراً ، ولكن التوبة تغسل درنها.
وأمّا ابن فضال
فلعل رجوعه في آخر عمره كما عليه المحققون وتقريره ما له عند الرواة من الأحاديث ،
وما عنده من مؤلفاته ، يُخْرِجُ رواياته عن روايات الفطحية ، مع ما في الفهرست [٢] والخلاصة [٣] وغيرهما من جلالة
قدره ، وعظم منزلته ، وزهده ، وورعه ووثاقته ، وما روي في بني فضال وهو من
عُمَدِهم.
وأمّا أبان ففي ما
في الرسالة من شرح حاله غني للناظر ، مضافاً إلى ما مرّ عن المفيد رحمهالله[٤].
الثاني
: إنّ ديدن أعاظم
أصحاب الأئمة عليهمالسلام ، وفقهائهم الذين كانوا مرجعاً للفتوى بأمرهم عليهمالسلام ، خصوصاً أو عموماً كان على نقل كلامهم عليهمالسلام ولو على نحو الإفتاء ، وما كانوا يفتون إلاّ بما سمعوا
منهم أو رووه ، فتصديق العصابة للجماعة وانقيادهم لهم في فقههم عبارة أُخرى عن
اعترافهم بصحة ما يقولون ويفتون ، وما كانوا يفتون إلاّ بما رووه بلا واسطة أو
معها ، وهذا عين حكمهم بصحة ما يصح عنهم ، ولذا لم يفرّق أهل النظر من الأصحاب بين
الطبقة الأُولى والأخيرتين.
فقال المحقق الشيخ
حسن في المنتقى في كلام له ـ : وقد قَويَ الوهم في هذا الباب على بعض من عاصرنا ،
فاعتمد في توثيق كثير من المجهولين على صحّة الرواية عنهم ، واشتمالها على أحد
الجماعة الذين نقلوا الإجماع على
[١] راجع الفائدة
الخامسة ، رمز (قمد) المساوي لرقم الطريق [١٤٤].