نام کتاب : خاتمة مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 3 صفحه : 490
وبالجملة لو جوّزت
الحكم باشتغال ذمّة زيد إذا أقرّ بشيء بمثل هذه العبارة ، جاز لك دعوى دلالتها على
شهادة الكليني رحمهالله بصحة أخبار الكافي [١] ، انتهى.
وأشار إلى هذه
الشبهة قبله جدّه في الرسالة ، فقال في مقام بيان عدم شهاداتهم على صحّة كتبهم :
وأمّا ما ذكره الكليني من قوله : وقد يسرّ الله تعالى تأليف ما سألت ، وأرجو أن
يكون بحيث توخّيت ، فإنّه كالصريح فيما ذكرنا ، وإنّ بناءه ليس على الشهادة ، وإزالة
الحيرة لا تقتضي الشهادة بالصحة ، بل لا تقتضي علمه بالصحة أيضا ، بل ربما يكون في
عبارته إيماء إلى ظنّه بها [٢] ، فتأمّل.
والجواب : إنّ هذه
العبارة لا يصحّ صدورها عنه بحسب متعارف العرف ، إلاّ بعد إنجاحه مسئول السائل ، وجمعه
الأخبار الصحيحة في مصطلحهم ، حسب وسعة ومعتقده ، ولاحتماله الخطأ والنسيان
والغفلة في نفسه ، فيما يتعلّق بها من إحراز الصحة ، وذكر تمام السند ، وعدم
الاسقاط منه ، وعدم التبديل ، وعدم الإسقاط في المتن ، وأمثال ذلك ممّا يأتي
احتماله في أغلب كلمات المتكلّمين ، ومؤلّفات المصنّفين ، ويدفع بالأصول المجمع
عليها ، وكذا غفلته عن ذكر بعض الأبواب المتعلّقة بأمور الدين رأسا ، أتى بكلمة
«أرجو» مشيرا إلى انّي جمعت الأخبار الصحيحة كما ذكرت ، وأرجو من الله تعالى عدم
وقوع غفلة في بعض ما يتعلّق بها ، وعلى ما في المفاتيح يكون الكليني متردّدا في
صحّة تمام أخبار كتابه أو بعضها ، والتردّد ينافي الشهادة المعتبرة فيها الجزم ، ولذا
قال : أرجو ، وفيه من المفاسد ما لا يخفى.