نام کتاب : خاتمة مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 1 صفحه : 70
والغرض من إيراد
هذه الأسانيد ، التنبيه على عدم خلوّ الكتب الأربعة عن أخبار زيد النرسي ، وبيان
صحّة رواية ابن أبي عمير عنه ، والإشارة إلى تعدّد الطرق إليه ، واشتمالها على
عدّة من الرجال الموثوق بهم ، سوى من تقدّم ذكره في الطرق السالفة ، وفي ذلك كلّه
تنبيه على صحّة هذا الأصل ، وبطلان دعوى وضعه كما قلنا.
ويشهد لذلك أيضا
أنّ محمد بن موسى الهمداني ، وهو الذي ادّعي عليه وضع هذه الأصول ، لم يتّضح ضعفه
بعد ، فضلا عن كونه وضّاعا للحديث ، فإنّه من رجال نوادر الحكمة ، والرواية عنه في
كتب الأحاديث متكرّرة ، ومن جملة رواياته حديثه الذي انفرد بنقله في صلاة عيد
الغدير ، وهو حديث مشهور ، أشار إليه المفيد رحمهالله في مقنعته ، وفي مسار الشيعة [١] ، ورواه الشيخ رحمهالله في التهذيب [٢] ، وأفتى به الأصحاب ، وعوّلوا عليه ، ولا رادّ له سوى
الصدوق [٣] وابن الوليد ، بناء على أصلهما فيه.
والنجاشي ذكر هذا
الرجل في كتابه ولم يضعّفه ، بل نسب الى القميين تضعيفه بالغلوّ ، ثم ذكر له كتبا
منها كتاب الردّ على الغلاة ، وذكر طريقه الى تلك الكتب ، قال رحمهالله : وكان ابن الوليد رحمهالله يقول : إنّه كان يضع الحديث والله أعلم [٤].
وابن الغضائري وإن
ضعّفه ، إلاّ أنّ كلامه فيه يقتضي أنّه لم يكن بتلك المثابة من الضعف ، فإنّه قال
فيه : إنّه ضعيف ، يروي عن الضعفاء ، ويجوز أن يخرج شاهدا ، تكلّم فيه القميون
فأكثروا ، واستثنوا من نوادر الحكمة ما رواه [٥] ، وكلامه ظاهر في أنّه لم يذهب فيه مذهب القمّيين ، ولم
يرتض ما قالوه ،
[١] المقنعة : ٢٠٤
، مسار الشيعة : ٣٩ ضمن المجلد السابع من مصنفات الشيخ المفيد.