responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 93  صفحه : 29

ومثله قوله عزوجل : « فاذا قضيتم الصلوة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم » [١] ومعنى الآية أن الصحيح يصلي قائما والمريض يصلي قاعدا ومن لم يقدر أن يصلي قاعدا صلى مضطجعا ويؤمى نائما ، فهذه رخصة جائة بعد العزيمة.

ومثله قوله تعالى : « شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن إلى قوله تعالى فمن شهد منكم الشهر فليصمه » [٢] ثم رخص للمريض والمسافر بقوله سبحانه : « فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام اخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر » [٣] فانتقلت فريضة العزيمة الدائمة للرجل الصحيح لموضع القدرة وزالت الضرورة تفضلا على العباد.

وأما الرخصة التي ظاهرها خلاف باطنها [٤] فان الله تعالى نهى المؤمن أن يتخذ الكافر وليا ثم من عليه باطلاق الرخصة له عند التقية في الظاهر أن يصوم بصيامه ويفطر بافطاره ، ويصلى بصلاته ، ويعمل بعمله ، ويظهر له استعماله ذلك موسعا عليه فيه ، وعليه أن يدين الله تعالى في الباطن بخلاف ما يظهر لمن يخافه من المخالفين المستولين على الامة قال الله تعالى : « لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شي ء إلا أن تتقوا منهم تقية ويحذركم الله نفسه » [٥] فهذه رخصة تفضل الله بها على المؤمنين رحمة لهم ليستعملوها عند التقية في الظاهر ، وقال رسول الله 9 : إن الله يحب أن يؤخذ


[١]النساء : ١٠٣.
[٢]البقرة ، ١٨٥.
[٣]البقرة : ١٨٤ و ١٨٥.
[٤]في الاصل والكمبانى « وأما الرخصة التى صاحبها فيها بالخيار » الخ والصحيح ما في المتن كما ستعرف ولما في تفسير القمى ص ١٥ : هكذا : وأما الرخصة التى صاحبها فيها بالخيار ان شاء أخذ وان شاء ترك فان الله عزوجل رخص أن يعاقب الرجل الرجل على فعله به ، فقال « وجزاء سيئه سيئة مثلها فمن عفى وأصلح فأجره على الله » فهذا بالخيار ان شاء عاقب وأن شاء عفى ، وأما الرخصة التى ظاهرها خلاف باطنها يعمل بظاهرها ، ولا يدان بباطنها ، فان الله تبارك وتعالى نهى أن يتخذ المؤمن الكافر وليا إلى آخر كلامه الذى يشابه ذلك.
[٥]آل عمران : ٢٨.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 93  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست