نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 93 صفحه : 13
فمعنى الضلالة على وجوه فمنه ما هو محمود ، ومنه ما هو مذموم ، ومنه ماليس بمحمود ولا مذموم ، ومنه ضلال النسيان ، فالضلال المحمود هو المنسوب إلى الله تعالى وقد بيناه ، والمذموم هو قوله تعالى : « وأضلهم السامري » [١] وقوله : « وأضل فرعون قومه وما هدى » [٢] ومثل ذلك في القرآن كثير ، وأما الضلال المنسوب إلى الاصنام فقوله تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام : « واجنبني وبني أن نعبد الاصنام * رب إنهن أضللن كثيرا من الناس » [٣] الآية ، والاصنام لم تضلن أحدا عن الحقيقة وإنما ضل الناس بها وكفروا حين عبدوها من دون الله عزوجل.
وأما الضلال الذي هو النسيان ، فهو قوله تعالى : « واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحديهما فتذكر إحديهما الاخرى » [٤].
وقد ذكر الله تعالى الضلال في مواضع من كتابه فمنه ما نسبه إلى نبيه على ظاهر اللفظ كقوله سبحانه « ووجدك ضالا فهدى » [٥] معناه وجدناك في قوم لا يعرفون نبوتك فهديناهم بك.
وأما الضلال المنسوب إلى الله تعالى الذي هو ضد الهدى ، والهدى هو البيان ، وهو معنى قوله سبحانه « أولهم يهد لهم » [٦] معناه أي ألم ابين لهم مثل قوله سبحانه « فهد يناهم فاستحبوا العمى على الهدى » [٧] أي بينا لهم.
وجه آخر وهو قوله تعالى : « وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون » [٨] وأما معنى الهدى فقوله عزوجل : « إنما أنت منذر ولكل قوم هاد » [٩] ومعنى الهادي ههنا المبين لما جاء به المنذر من عند الله