responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 92  صفحه : 146

الجواب أنه لم يرد بهذا اخوة النسب ، بل أراد ما يشبه هارون في الصلاح وكان في بني إسرائيل رجل صالح يقال له : هارون ، وقد يقول الرجل لغيره : يا أخي ، ولا يريد به اخوة النسب ، ويقال : هذا الشئ أخو هذا الشئ ، إذا كان مشاكلا له ، وقال تعالى : ( وما نريهم من آية إلا هي أكبر من اختها ) [١].

وقالوا : كيف يكون هذا النظم بالوصف الذي ذكرتم في البلاغة النهاية ، وقد وجد التكرار من ألفاظه كقوله : ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) ونحوه من تكرير القصص.

الجواب أن التكرير على وجوه : منها ما يوجد في اللفظ دون المعنى ، كقولهم أطعني ولا تعصني ، ومنها ما يوجد فيهما معا كقولهم عجل عجل أي سرا وعلانية وتالله والله أي في الماضي والمستقبل ، وقد يقع كل ذلك لتأكيد المعنى والمبالغة فيه ، ويقع مرة لتزيين النظم وحسنه ، والحاجة إلى استعمال كليهما ، والمستعمل للايجاز والحذف ربما عمي على السامع ، وإنما ذم أهل البلاغة التكرير الواقع في الالفاظ إذا وجدوه فضلا من القول ن غير فائدة في التأكيد لمعنى ، أو لتزيين لفظ ونظم ، وإذا وجد كذلك كان هذرا ولغوا ، فأما إذا أفاد فائدة في كل من النوعين ، كان من أفضل اللواحق للكلام المنظوم ، ولم يسم تكريرا على الذم وتكرير اللفظ لتزيين النظم أمر لا يدفعه عارف بالبلاغة ، وهو موجود في أشعارهم.

ولنذكر الفرق بين الحيل والمعجزات ، وهو يتوقف على ذكر الحيل وأسبابها وآلاتها ، وكيفية التوصل إلى استعمالها ، وذكر وجه إعجاز المعجزات.

اعلم أن الحيل هي أن صاحب الحيلة يري الامر في الظاهر على وجه لا يكون عليه ، ويخفي وجه الحيلة فيه نحو عجل السامري الذي جعل فيه خروقا تدخل فيها الريح ، فيسمع منه صوت ، ومنها مخرقة الشعبذة نحو أن يري الناظر ذبح الحيوان بخفة حركاته ولا يذبحه في الحقيقة ، ثم يري من بعد أنه أحياه


[١]الزخرف : ٤٨.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 92  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست