نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 78 صفحه : 145
بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم حيث قال : «وكم أهلكنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين * فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون ( يعني يهربون ) * لا تركضوا وارجعوا إلى ما اترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون ( فلما آتيهم العذاب ) قالوا ياويلنا إنا كنا ظالمين * فما زالت تلك دعويهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين [١]» وأيم الله إن هذه لعظة لكم وتخويف إن اتعظتم وخفتم.
ثم رجع إلى القول من الله في الكتاب على أهل المعاصي والذنوب. فقال :
«ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمن [٢]» فإن قلتم أيها الناس : إن الله إنما عنى بهذا أهل الشكر فكيف ذاك وهو يقول :
«ونضع الموازين القسط ليوم القيمة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينابها وكفى بنا حاسبين [٣]»؟.
اعلموا عباد الله أن أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين ، ولا تنشر لهم الدواوين وإنما تنشر الدواوين لاهل الاسلام ، فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الله لم يختر هذه الدنيا وعاجلها لاحد من أوليائه ، ولم يرغبهم فيها وفي عاجل زهرتها ، وظاهر بهجتها ، وإنما خلق الدنيا وخلق أهلها ليبلوهم أيهم أحسن عملا لاخرته ، وأيم الله لقد ضرب لكم فيها الامثال ، وصرف الايات لقوم يعقلون ، فكونوا أيها المؤمنون من القوم الذين يعقلون ولا قوة إلا بالله ، وازهدوا فيما زهدكم الله فيه من عاجل الحياة الدنيا فإن الله يقول وقوله الحق «إنما مثل الحيوة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض ـ الاية [٤]» فكونوا عبادالله من القوم الذين يتفكرون ، ولا تركنوا إلى الدنيا فإن الله قد قال لمحمد نبيه 9 ولاصحابه
[١]الانبياء : ١٢ إلى ١٥. وفى المصحف «وكم قصمنا» وقوله : «اترفتم» أى متعتم.