responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 78  صفحه : 144

فاعلم ابن آدم إن من وراء هذا ماهو أعلم وأفظع وأوجع للقلوب يوم القيامة «ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود» ويجمع الله فيه الاولين والاخرين ذلك يوم ينفخ في الصور وتبعثر فيه القبور ، ذلك يوم الازفة إذ القلوب لدى الجناجر كاظمين [١] ذلك يوم لا تقال فيه عثرة ، ولا تؤخذ من أحد فيه فدية ، ولا تقبل من أحد فيه معذرة ، ولا لاحد فيه مستقبل توبة ، ليس إلا الجزاء بالحسنات ، والجزاء بالسيئات ، فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده ومن كان عمل من المؤمنين في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده.

فاحذروا أيها الناس من المعاصي والذنوب فقد نهاكم الله عنها وحذركموها في الكتاب الصادق والبيان الناطق ولا تأمنوا مكرالله وشدة أخذه عند ما يدعوكم إليه الشيطان اللعين من عاجل الشهوات واللذات في هذه الدنيا فإن الله يقول : إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذاهم مبصرون [٢] » فاشعروا قلوبكم ـ لله أنتم ـ خوف الله ، وتذكروا ماقد وعدكم الله في مرجعكم إليه من حسن ثوابه ، كما قد خوفكم من شديد العقاب ، فإنه من خاف شيئا حذره ، ومن حذر شيئا نكله ، فلا تكونوا من الغافلين المائلين إلى زهرة الحياة الدنيا فتكونوا من الذين مكروا السيئات ، وقد قال الله تعالى «أفامن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الارض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون * أو يأخذهم في تقلبهم فماهم بمعجزين * أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرؤف رحيم [٣]».

فاحذروا ما قد حذركم الله ، واتعظوا بما فعل بالظلمة في كتابه ، ولا تأمنوا أن ينزل بكم بعض ما تواعد به القوم الظالمين في الكتاب ، تالله لقد وعظتم بغيركم ، وإن السعيد من وعظ بغيره ، ولقد أسمعكم الله في الكتاب ما فعل


[١]أزف الرحيل : قرب. وفى المصدر «لدى الحناجر كاظمة».
[٢]الاعراف : ٢٠١. والطائف : الخيال أو الوسوسة ما يقال له بالفارسية «خيال»
[٣]النحل : ٤٤ إلى ٤٧. وتقلبهم اى اذا كانوا في اسفارهم أو مشغولين في تجاراتهم. وقوله «على تخوف» أى تنقص شيئا فشيئا حتى يهلك الجمبع.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 78  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست