responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 77  صفحه : 368

لهم سبحانه في كتابه [١] من غير أن يكونوا رأوه ، فأراهم حلمه كيف حلم [٢] وأراهم عفوه كيف عفا ، وأراهم قدرته كيف قدر ، وخوفهم من سطوته ، وكيف خلق ما خلق من الايات ، وكيف محق من محق من العصاة بالمثلات ، واحتصد من احتصد بالنقمات [٣] وكيف رزق وهدى وأعطى ، وأراهم حكمه كيف حكم [٤] وصبر حتى يسمع ما يسمع ويرى. فبعث الله عزوجل محمدا 9 بذلك.

ثم إنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس في ذلك الزمان شئ أخفى من الحق ، ولا أظهر من الباطل ، ولا أكثر من الكذب على الله تعالى و رسوله 9 9 ، وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور [٥] من الكتاب إذا تلى حق تلاوته ، ولا سلعة أنفق بيعا [٦] ولا أغلى ثمنا من الكتاب إذا حرف عن مواضعه ، وليس في العباد ولا في البلاد شئ ، هو أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر ، وليس فيها فاحشة أنكر ولا عقوبة أنكى من الهدى [٧] عند الضلال في ذلك الزمان ، فقد نبذ الكتاب حملته ، وتناساه حفظته [٨] حتى تمالت بهم الاهواء ، وتوارثوا ذلك من الآباء ، وعملوا بتحريف الكتاب كذبا وتكذيبا فباعوه بالبخس [٩] وكانوا فيه من الزاهدين.

فالكتاب وأهل الكتاب في ذلك الزمان طريدان منفيان ، وصاحبان مصطحبان في طريق واحد ، لا يؤويهما مؤو ، فحبذا ذانك الصاحبان ، واها لهما ولما يعملان


[١]أى ظهر من غير أن يرى بالبصر بل نبههم عليه في القرآن من قصص الاولين وما حل بهم من النقمة عند مخالفة الرسل.
[٢] في نسخة « حكمه كيف حكم »
[٣] المثلات بفتح الميم وضم الثاء جمع المثلة وهى العقوبة. والاحتصاد : المبالغة في القتل والاستيصال مأخوذ من حصد الزرع.
[٤] في نسخة « حلمه كيف حلم ». وهو الصواب.
[٥]السلعة بالكسر : المتاع. والبوار ، الكساد.
[٦]النفاق : الرواج.
[٧]النكاية : الجرج والقرح.
[٨] تناساه : أرى من نفسه أنه نسيه.
[٩]البخس : بالموحدة ثم المعجمة ثم المهملة : الناقص.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 77  صفحه : 368
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست