responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 73  صفحه : 59

إليها ، وأما إذا منعت تلك القوى عن مقتضاها ، وصرفتها عن هواها ، وروضتها بمقامع الشريعة ، وأدبتها بآداب الطريقة ، حتى غلبت عليها ، وصفت عن كدوراتها وطهرت عن خبائث لذاتها ، وتحلت بالاخلاق الفاضلة ، والاعمال الصالحة والآداب السنية ، والاطوار الرضية ، ضاقت بها الارض حتى تسمو إلى عالم النور ، فتشاهد العالم الاعلى بالعيان ، وتنظر إلى الحق بعين العرفان ، ويزداد لها نور الايمان والايقان ، فتعاف جملة الدنيا ، والاستقرار في الارض ، فبدنها في هذه الدنيا ، وهي في العالم الاعلى ، فيصير كما قال 7 : لولا الاجال التي كتبت عليهم لم يستقر أرواحهم في أبدانهم طرفة عين ، ولذا قال مولى المؤمنين عند الشهادة : فزت ورب الكعبة.

٢٩ ـ كا : عن علي [ عن أبيه ] عن علي بن محمد القاساني ، عن القاسم بن محمد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن عبدالرزاق بن همام ، عن معمر بن راشد ، عن الزهري محمد بن مسلم بن شهاب قال : سئل علي بن الحسين 7 أي الاعمال افضل عند الله عزوجل ، فقال : ما من عمل بعد معرفة الله عزوجل ومعرفة رسوله 9 افضل من بغض الدنيا ، وإن لذلك لشعبا كثيرة ، وللمعاصي شعبا : فأول ما عصي الله به الكبر وهي معصية إبليس حين «أبى واستكبر و كان من الكافرين» [١] والحرص وهي معصية آدم وحوا حين قال الله عزوجل لهما : «كلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين» [٢] فأخذا ما لا حاجة بهما إليه فدخل ذلك على ذريتهما إلى يوم القيمة وذلك أن أكثر ما يطلب ابن آدم ما لا حاجة به إليه ، ثم الحسد وهي معصيه ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله.

فتشعب من ذلك حب النساء ، وحب الدنيا ، وحب الرياسة ، وحب الراحة ، وحب الكلام ، وحب العلو و [ حب ] الثروة ، فصرن سبع خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا ، فقال الانبياء والعلماء بعد معرفة ذلك : حب الدنيا


[١]البقرة : ٣٤.
[٢] الاعراف : ١٩.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 73  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست