responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 73  صفحه : 238

الغضب عن النفس ، وإرخاء عنان النفس فيها ، ينجر إلى الكفر أحيانا ، أو غالبا كما نرى من كثير من الناس يصدر منهم عند الغضب التلفظ بما يوجب الكفر من سب الله سبحانه وسب الانبياء والائمة : او ارتكاب أعمال يوجب الارتداد كوطي المصحف الكريم بالرجل ورميه.

الثاني أن يراد به الحث على ترك البوادر مطلقا ، فان كل بادرة تصير سببا لنوع من أنواع الكفر المقابل للايمان الكامل.

الثالث : أن يقرء «فتكفر» على بناء المجهول من باب التفعيل ، اي البوادر عند الغضب مكفرة غالبا لعذر الانسان فيه في الجملة ، لا سيما إذا تعقبها ندامة وقلما لم تتعقبها ، بخلاف الحسد فانها صفة راسخة في النفس تأكل الايمان ، ويمكن حملها حينئذ على ما إذا غلب عليه الغضب بحيث ارتفع عنه القصد ] [١].

ويمكن أن يقرء بالياء كما في النسخ على هذا البناء أيضا اي ينسب إلى الكفر ، وإن كان معذورا عند الله ، لرفع الاختيار ، فيكون ذكرا لبعض مفاسد البادرة.

وفي النهاية : الحسد ان يرى الرجل لاخيه نعمة فيتمنى زوالها عنه ، وتكون له دونه ، والغبطة أن يتمنى أن يكون له مثلها ، ولا يتمنى زوالها عنه انتهى.

واعلم أنه لا حسد إلا على نعمة ، فاذا أنعم الله على أخيك بنعمة فلك فيها حالتان إحداهما أن تكره تلك النعمة وتحب زوالها ، سواء أردت وصولها إليك أم لا ، فهذه الحالة تسمى حسدا والثانية أن لا تحب زوالها ، ولا تكره وجودها ودوامها ، ولكنك تستهي لنفسك مثلها ، وهذه يسمى غبطة ، وقد يخص باسم المنافسة فأما الاول فهو حرام مطلقا كما هو المشهور ، أوإظهاره كما يظهر من بعض الاخبار ، إلا نعمة اصابها كافر أو فاجر ، وهو يستعين على تهييج الفتنة ، وإفساد ذات البين ، وإيذاء الخلق فلا يضرك كراهتك لها ، ومحبتك لزوالها ، فانك لا تحب


[١]هنا ينتهى ما اضفناه من شرح الكافي ج ٢ ص ٢٨٦ بالقرينة وما بعده مسطور في نسخة الكمباني ص ١٢٧.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 73  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست