responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 197

الخامسة نية من يعبده تقربا إليه تعالى تشبيها للقرب المعنوي بالقرب المكاني ، وهذا هو الذي ذكره أكثر الفقهاء ، ولم أر في كلامهم تحقيق القرب المعنوي ، فالمراد إما القرب بحسب الدرجة والكمال ، إذ العبد لامكانه في غاية النقص ، عار عن جميع الكمالات ، والرب سبحانه متصف بجميع الصفات الكمالية فبينهما غاية البعد ، فكلما رفع عن نفسه شيئا من النقائص ، واتصف بشئ من الكمالات ، حصل له قرب مابذلك الجناب ، أو القرب بحسب التذكر والمصاحبة المعنوية ، فان من كان دائما في ذكر أحد ومشغولا بخدماته فكأنه معه ، وإن كان بينهما غاية البعد بحسب المكان ، وفي قوة هذه النية إيقاع الفعل امتثالا لامره تعالى أو موافقة لارادته أو انقيادا وإجابة لدعوته أو ابتغاء لمرضاته.

فهذه النيات التي ذكرها أكثر الاصحاب وقالوا : لو قصد لله مجردا عن جمعى ذلك كان مجزيا ، فانه تعالى غاية كل مقصد ، وإن كان يرجع إلى بعض الامور السالفة.

السادسة نية من عبدالله لكونه أهلا للعبادة ، وهذه النية الصديقين ، كما قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : ماعبدتك خوفا من نارك ، ولا طمعا في جنتك ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك ، ولا تسمع هذه الدعوى من غيرهم ، وإنما يقبل ممن يعلم منه أنه لو لم يكن لله جنة ولا نار ، بل لو كان على الفرض المحال يدخل العاصي الجنة والمطيع النار ، لاختار العبادة لكونه أهلا لها ، كما أنهم في الدنيا اختاروا النار لذلك ، فجعلها الله عليهم بردا وسلاما ، وعقوبة الاشرار فجعلها الله عندهم لذة وراحة ونعيما.

السابعة نية من عبدالله حبا له ودرجة المحبة أعلى درجات المقربين ، والمحب يختار رضا محبوبه ، ولاينظر إلى ثواب ويحذر من عقاب ، وحبه تعالى إذا استولى على القلب يطهره عن حب ماسواه ، ولايختار في شئ من الامور إلا رضا مولاه.

كما روى الصدوق ; باسناده عن الصادق 7 أنه قال : إن الناس

نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست