responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 196

فعل فعلا لطلب الثواب أو خوف العقاب ، فانه لايستحق بذلك ثوابا.

وأقول : لهاتين النيتين أيضا مراتب شتى بحسب اختلاف أحوال الناس فان من الناس من يطلب الجنة لحصول مشتهياته الجسمانية فيه ، ومنهم من يطلبها لكونها دار كرامة الله ومحل قرب الله ، وكذا منهم من يهرب من النار لالمها ومنهم من يهرب منها لكونها دار البعد والهجران والحرمان ومحل سخط الله كما قال أمير المؤمنين 7 في الدعاء الذي علمه كميل بن زياد النخعي : « فلئن صيرتني في العقوبات مع أعدائك ، وجمعت بيني وبين أهل بلائك ، وفرقت بيني وبين أحبائك وأوليائك ، فهبني يا إلهي وسيدي صبرت على عذابك ، فكيف أصبر على فراقك؟ وهبني صبرت على حر نارك ، فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك »؟ إلى آخر ماذكر في هذا الدعاء المشتمل على جميع منازل المحبين ، ودرجات العارفين ، فظهر أن هاتين الغايتين وطلبهما لاتنافيان درجات المقربين.

الثالثة نية من يعبد الله تعالى شكرا له ، فانه يتفكر في نعم الله التي لاتحصى عليه فيحكم عقله بأن شكر المنعم واجب ، فيعبده لذلك كما هو طريقة المتكلمين وقد قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار وإن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد ، وإن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الاحرار [١].

الرابعة نية من يعبده حياء فانه يحكم عقله بحسن الحسنات وقبح السيئات ويتذكر أن الرب الجليل مطلع عليه في جميع أحواله ، فيعبده ويترك معاصيه لذلك ، وإليه يسير قول النبي 9 الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فان لم تكن تراه فانه يراك [٢].


[١]راجع نهج البلاغة ج ٢ ص ١٩٧ تحت الرقم ٢٣٧ من الحكم.
[٢]راجع الدر المنثور ج ١ ص ٩٣ في حديث ابن عباس قال جلس رسول الله صلى الله عليه وآله مجلسا فأتاه جبرئيل فجلس بين يدى رسول الله واضعا كفيه على ركبتى رسول الله فقال : حدثنى عن الاسلام إلى أن قال : قال يارسول الله حدثنى ما الاحسان؟ قال : الاحسان أن تعمل لله ( أن تعبد الله ) كانك تراه الحديث.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 70  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست