نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 69 صفحه : 82
وشقوة ، وجنة ونار ، لن يجتمع الحق والباطل في قلب امرء قال الله تعالى : « ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه » [١].
وإنما هلك الناس حين ساووا بين أئمة الهدى وبين أئمة الكفر ، وقالوا : إن الطاعة مفروضة لكل من قام مقام النبي 9 برا كان أو فاجرا ، فاتوا من قبل ذلك [٢] قال الله سبحانه : « أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون » [٣] وقال الله تعالى : « هل يستوي الاعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور » [٤] فقال : فيمن سموهم من أئمة الكفر بأسماء أئمة الهدى ممن غصب أهل الحق ماجعله الله لهم ، وفيمن أعان أئمة الضلال على ظلمهم « إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان » [٥] فأخبرهم الله سبحانه بعظيم افترائهم على جملة أهل الايمان بقوله تعالى « إنما يفتري الكذب الذين لايؤمنون بآيات الله » [٦] وقوله تعالى : « ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله » [٧] وبقوله سبحانه : « أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لايستوون » [٨] وبقوله تعالى : « أفمن كان على بينة من ربه كمن هو أعمى » [٩] فبين الله عزوجل بين الحق والباطل في كثير من آيات القرآن ، ولم يجعل للعباد عذرا في مخالفة أمره بعد البيان والبرهان ، ولم يتركهم في لبس من أمرهم ، ولقد ركب القوم الظلم والكفر
[١]الاحزاب : ٤.
[٢]أى أتى هلاكهم من قبل ذلك ، يقال : اتى ـ كعنى ـ فلان من مأمنه : أى جاءه الهلاك من جهة أمنه.
[٣]القلم : ٣٥.
[٤] الرعد ١٦.
[٥]الاعراف : ٧١.
[٦] النحل : ١٠٥.
[٧]القصص : ٥٠.
[٨] السجدة : ١٨.
[٩]صدرالاية في سورة القتال : ١٤ ونصها : « أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهوائهم » وذيله في سورة الرعد : ١٩ ونصها : أفمن يعلم أنما انزل اليك من ربك الحق كمن هو أعمى انما يتذكر اولوا الالباب ، والظاهر أن ما بينهما سقط من النسخ.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 69 صفحه : 82