responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 60  صفحه : 285

بعد التعلق بالبدن بالصفات البهيمية والعلائق الدنية [١] فقد تنزل من أعلى عليين إلى أسفل سافلين فهم باقون في تلك الدركات منهمكون في تلك التعلقات « إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ » فإنهم نفضوا عن أذيالهم أدناس تلك النشأة الفانية واختاروا الدرجات العالية فرجعوا إلى النشأة الأولى وتعلقت أرواحهم بالملإ الأعلى فصاروا أشرف من الملائكة المقربين وسكنوا في غرفات الجنان آمنين.

« بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ » أي جميع المخلوقات على مقتضى حكمته وعن الباقر عليه‌السلام خلق نورك القديم قبل الأشياء. « مِنْ عَلَقٍ » أي من دم جامد بعد النطفة « الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ » قال علي بن إبراهيم علم الإنسان بالكتابة [٢] التي بها يتم أمور الدنيا في مشارق الأرض ومغاربها [٣] « عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ » من أنواع الهدى والبيان وقال علي بن إبراهيم قال يعني علم عليا من الكتابة لك ما لم يعلم قبل ذلك [٤] قيل عدد سبحانه مبدأ الإنسان ومنتهاه إظهارا لما أنعم عليه من نقله من أخس المراتب إلى أعلاها تقريرا لربوبيته وتحقيقا لأكرميته.

فائدة اعلم أن المسلمين اختلفوا في تفضيل الملائكة على البشر أو العكس فذهب أكثر الأشاعرة إلى أن الأنبياء أفضل من الملائكة وصرح بعضهم بأن عوام البشر من المؤمنين أفضل من عوام الملائكة وخواص الملائكة أفضل من عوام البشر أي غير الأنبياء وذهب أكثر المعتزلة إلى أن الملائكة أفضل من جميع البشر ولا خلاف بين الإمامية في أن الأنبياء والأئمة عليهم‌السلام أفضل من جميع الملائكة والأخبار في ذلك مستفيضة أوردناها في كتاب النبوة وسائر مجلدات الحجة وأما سائر المؤمنين ففي فضل كلهم أو بعضهم على جميع الملائكة أو بعضهم فلا يظهر من الآيات والأخبار ظهورا بينا يمكن الحكم بأحد الجانبين فنحن فيه من المتوقفين.

قال الشيخ المفيد قدس الله سره [٥] في كتاب المقالات اتفقت الإمامية على أن أنبياء الله ورسله من البشر أفضل من الملائكة ووافقهم على ذلك أصحاب


[١]المدنية ( خ ).
[٢]في المصدر : الكتابة.

(٣ و ٤) تفسير القمي : ٧٣١.
[٥]روحه ( خ ).

نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 60  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست