responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 57  صفحه : 244

زمان بعد زمان؟ فقال : فإن قلتم معا فأوجدناكم [١] أنها لم تكن معا وأنها احدثت شيئا بعد شئ ، وإن قلتم أحدثها في زمان بعد زمان فقد صار له شريك.

والجواب عن ذلك أن الله تعالى لم يزل واحدا لا شئ معه ولا ثاني له ، وابتدأ ما أحدثه من غير زمان [٢] وليس يجب إذا أحدث بعد الاول حوادث أن يحدثها في زمان ، ولو جعل لها زمانا لما وجب بذلك قدم الزمان ، إذ الزمان حركات الفلك وما يقوم مقامها مما هو مقدارها في التوقيت فمن أين يجب عند هذا الفيلسوف أن يكون الزمان قديما إذا لم يوجد الاشياء ضربة واحدة لو لا أنه لا يعقل معنى الزمان إلى آخر ما أفاد في هذا المقام.

وقال المحقق الطوسي طيب الله روحه القدوسي في التجريد : ولا قديم سوى الله تعالى [٣]. وقال فيه : وجود العالم بعد عدمه ينفي الايجاب. وقال ره


[١]في بعض النسخ : أوجدناكم.
[٢]هذا كما ترى تصريح من السيد ره بان الصادر الاول احدث من غير زمان فهو غير مسبوق بعد زمانى ، بل يمكن حدوث حوادث بعده ايضا من غير ان تحدث في زمان ولا ينفك عن تجرد الجميع أو الاول خاصة. وهذا مما يؤيد أن الحدوث الذى كان دائرا في السنة العلماء ووقع عليه الاجماع من اهل الملل ليس بمعنى وقوع العالم في جزء من الزمان ومسبوقيته بعدم زمانى كما يدعيه جمهور المتكلمين بل لا يلزم منه كون جميع العالم زمانيا أيضا الا ان يراد به العالم الجسمانى فتبصر وهذا المعنى هو الذى يستفاد من الروايات الشريفة لا سيمامما ورد في خلق نور النبى والائمة : وقد مر شطر منها في هذا الكتاب فراجع ، وسيأتى نقل المؤلف ره كلمات ثلة من اعاظم الاصحاب في هذا المعنى وارتضائه اياه فانتظر.
[٣]ينبغى لتحصيل مرامه من هذا الكلام النظر في ما افاده في معنى الحدوث والقدم فاليك نص ما ذكره في التجريد ، قال : والموجودان اخذ غير مسبوق بالغير فقديم والافحادث. ثم قال : والقدم والحدوث الحقيقان لا يعتبر فيهما الزمان والاتسلسل. وقال : الحدوث الذاتى متحقق ، ثم قال : ولا قديم سوى الله تعالى. هذا كلامه على اجمال ونقول : الحادث الزمانى كما عرفت ما يكون مسبوقا بعدم زمانى ، واثبات الحدوث بهذا المعنى للعالم مستلزم للتسلسل كما اشار اليه ، اذ من جملة العالم نفس الزمان وحدوثه بهذا المعنى يحتاج إلى زمان آخر وهكذا إلى غير النهاية. فالتزم جمهور المتكلمين تصحيحا لذلك ولما قالوا في القديم انه مقارن لزمان غيره متناء بان الزمان امر منتزع من ذات البارئ سبحانه. وهذا مضافا إلى عدم صحته
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 57  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست