responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 46  صفحه : 84

وأستنصحها فتغش ، لاتحدث جديدة إلا تخلق مثلها ، ولاتجمع شملا إلا بتفريق بين حتى كأنها غيرى ، أو محتجبة تغار على ألاف وتحسد أهل النعم ، شعر :


أمسوا رميما قى التراب وعطلت

مجالسهم منهم واخلت مقاصر

وحلوا بدار لاتزاور بينهم

وأنى لسكان القبور التزاور

فما أن ترى الا قبورا ثووابها

مسطحة تسفى عليها الاعاصر

كم من ذى منعة وسلطان ، وجنود واعوان ، تمكن من دنياه ، ونال ما تمناه ، وبنى فيها القصور والدساكر ، وجمع فيها الاموال والذخائر ، وملح السرارى والحرائر :

فما صرفت كف المنية اذ أتت

مبادرة تهوى اليه الذخائر

ولا دفعت عنه الحصون التى بنى

وحف بها أنهاره والدساكر

ولا قارعت عنه المنية حيلة

ولا طمعت في الذب عنه العساكر

أتاه من الله ما لايرد ، ونزل به من قضائه مالا يصد ، فتعالى الله الملك الجبار المتكبر العزيز القهار ، قاصم الجبارين ، ومبيد المتكبرين ، الذى ذل لعزه كل سلطان وأباد بقوته كل ديان :

مليك عزيز لايرد قضاؤه

حكيم عليم نافذ الامر قاهر

عنى كل ذى عز لعزة وجهه

فكم من عزيز للمهيمن صاغر

لقد خضعت واستسلمت وتضاءلت

لعزة ذى العرش الملوك الجبابر

فالبدارالبدار ، والحذار الحذار ، من الدنيا ومكائدها ، وما نصبت لك من مصائدها وتحلت لك من زينتها ، وأظهرت لك من بهجتها ، وأبرزت لك من شهواتها ، وأخفت عنك من قواتلها وهلكاتها :

وفى دون ما عاينت من فجعاتها

إلى دفعها داع وبالزهد آمر

فجد ولا تغفل وكن متيقظا

فعما قليل يترك الدار عامر

فشمر ولا تفتر فعمرك زائل

وأنت إلى دار الاقامة صائر

ولا تطلب الدنيا فان نعيمها

وان نلت منها غبه لك ضائر

فهل يحرص عليها لبيب؟ أو يسربها أريب؟ وهو على ثقة من فنائها ، وغير طامع في بقائها



نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 46  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست