نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 41 صفحه : 121
لهيبتهه ، ولانرفع عيننا لعظمته ، [١] فإن تبسم فمن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظم [٢] أهل الدين ، ويحب المساكين ، لا يطمع القوي في باطله ، لا ييأس الفقير [٣] من عدله ، فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله ، وغارت نجومه وهو قائم في محرابه قابض على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ، فكأني الآن أسمعه وهو يقول : يا دنيا دنية [٤] أبي تعرضت؟ أم إلي تشوقت؟ هيهات هيهات غري غيري لا حاجة لي فيك ، قد بتتك ثلاثا لا رجعة لي فيها ، [٥] فعمرك قصير وخطرك يسير وأملك حقير ، آه آه من قلة الزاة وبعد السفر ، ووحشة الطريق وعظم المورد فو كفت [٦] دموع معاوية على لحيته فنشفها بكمه ، [٧] واختنق القوم بالبكاء ثم قال : كان والله أبوالحسن كذلك ، فكيف صبرك عنه يا ضرار؟ قال : صبر من ذبح واحدها [٨] على صدرها ، فهي لا ترقى عبرتها ولا تسكن حسرتها ، [٩] ثم قام وخرج وهو باك ، فقال معاوية ، أما إنكم لو فقدتموني لما كان فيكم من يثني علي هذا الثناء فقال بعض من حضر : [١٠] الصاحب على قدر صاحبه [١١].
توضيح : قوله : بعيد المدى ، المدى : الغاية ، وهو كناية عن علو همته في
[١]في المصدر : ولا نرفع أعيننا إليه لعظمته.
[٢]في المصدر : يقرب.
[٣]في المصدر : ولا ييأس الضعيف.
[٤]في المصدر : يادنيا يا دنيا.
[٥]بته وبتته : قطعه. وفي المصدر : قد طلقتك ثلاثا لارجعة لى فيك.
[٦]وكف الدمع ونحوه : سال. وفي المصدر : فسالت.
[٧]نشف الماء : أخذه من مكانه بخرقة ونحوها فما بقى منه شئ.
[٨]في المصدر : ولدها.
[٩]في المصدر : حرارتها.
[١٠]في المصدر : بعض من كان حاضرا.
[١١]الارشاد للديلمي ٢ : ١٣ و ١٤.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 41 صفحه : 121