responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 4  صفحه : 255

«كن» فيكون ، لابصوت يقرع ، ولانداء يسمع ، وإنما كلامه سبحانه فعل منه أنشأه ، و مثله لم يكن من قبل ذلك كائنا ، ولو كان قديما لكان إلها ثانيا ، لا يقال له : كان بعد أن لم يكن فتجري عليه الصفات المحدثات ، ولايكون بينها وبينه فصل ، [١] ولاله عليها فضل فيستوي الصانع والمصنوع ، ويتكافأ المبتدع والبديع ، خلق الخلائق من غير مثال [٢]خلا من غيره ، ولم يستعن على خلقها بأحد من خلقه ، وأنشأ الارض فأمسكهم من غير اشتغال ، وأرساها على غير قرار ، وأقامها بغير قوائم ، وربعها بغير دعائم ، وحصنها من الاود والاعوجاج ، ومنعها من التهافت والانفراج ، أرسى أوتادها ، وضرب أسدادها ، واستفاض عيونها ، وخذ أوديتها ، فلم يهن مابناه ، [٣] ولاضعف ماقواه ، وهو الظاهر عليها بسلطانه وعظمته ، والباطن لها بعلمه ومعرفته ، [٤]والعالي على كل شئ منها بجلاله وعزته ، لايعجزه شئ منها طلبه ، ولايمتنع عليه فيغلبه ، ولايفوته السريع منها فيسبقه ، ولايحتاج إلى ذى مال فيرزقه ، خضعت الاشياء له فذلت مستكينة لعظمته ، لاتستطيع الهرب من سلطانه إلى غيره فتمتنع من نفعه وضره ، ولاكفؤله فيكافيه ولانظير له فيساويه ، هو المفني لها بعد وجودها حتى يصير موجودها كمفقودها ، وليس فناء الدنيا بعد ابتداعها بأعجب من إنشائها واختراعها كيف ولو اجتمع جميع حيوانها من طيرها وبهائمها وما كان من مراحها وسائمها وأصناف أسناخها [٥] وأجناسها ، ومتبلدة أممها وأكياسها على إحداث بعوضة ماقدرت على إحداثها ، ولاعرفت كيف السبيل إلى إيجادها ، ولتحيرت عقولها في علم ذلك وتاهت [٦] وعجزت قواها ، وتناهت ورجعت خاسئة؟ سيرة عارفة بأنها مقهورة ، مقرة بالعجز عن إنشائها ، مذعنة بالضعف عن إفنائها وأنه يعود سبحانه بعد فناء الدنيا وحده لاشئ معه كما كان قبل ابتدائها كذلك يكون بعد فنائها بلاوقت


[١]عطف على قوله : فتجرى.
[٢]وفى نسخة : على غير مثال
[٣]أى فلم يضعف.
[٤]قيد الظهور بالسلطان والعظمة احترازا من الظهور الحسى الامكانى ، وكذا البطون بالعلم والمعرفة تنزيها عن خفائه كذلك.
[٥]في نسخة : أشباحها.
[٦]أى وضلت.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 4  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست