responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 3  صفحه : 33

٧ ـ ج : عن عيسى بن يونس قال : كان ابن أبي العوجاء[١] من تلامذة الحسن البصري فانحرف عن التوحيد فقيل له : تركت مذهب صاحبك ودخلت فيما لا أصل له ولا حقيقة ، قال : إن صاحبي كان مخلطا يقول : طورا بالقدر وطورا بالجبر فما أعلمه اعتقد مذهبا دام عليه ، فقدم مكة تمردا وإنكارا على من يحج ، وكان يكره العلماء مجالسته ومساءلته لخبث لسانه وفساد ضميره ، فأتى أبا عبدالله 7 فجلس إليه في جماعة من نظرائه فقال : يا أبا عبدالله إن المجالس بالامانات ، ولابد لكل من به سعال أن يسعل أفتأذن لي في الكلام؟ فقال الصادق 7 : تكلم بما شئت ، فقال : إلى كم تدوسون هذا البيدر ، [٢] وتلوذون بهذا الحجر ، وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب والمدر ، وتهرولون حوله كهرولة البعير إذا نفر؟ إن من فكر في هذا وقدر علم أن هذا فعل أسسه غير حكيم ولاذي نظر ، فقل فإنك رأس هذا الامر وسنامه ، وأبوك اسه ونظامه. فقال أبوعبدالله 7 : إن من أضله الله وأعمى قلبه استوخم الحق ولم يستعذبه ، وصار الشيطان وليه ، يورده مناهل الهلكة ثم لا يصدره ، وهذا بيت استعبد الله به عباده ليختبر طاعتهم في إتيانه ، فحثهم على تعظيمه وزيارته ، وجعله محل أنبيائه ، وقبلة للمصلين له ، فهو شعبة من رضوانه ، وطريق يؤدي إلى غفرانه ، منصوب على استواء الكمال ، ومجتمع العظمة والجلال ، خلقه الله قبل دحو الارض بألفي عام ، فأحق من اطيع فيما أمر وانتهي عما نهى عنه وزجر ، الله المنشئ للارواح والصور. فقال ابن أبي العوجاء : ذكرت الله [٣] فأحلت على غائب. فقال أبوعبدالله 7 : ويلك كيف يكون غائبا من هو مع خلقه شاهد ، وإليه أقرب من حبل الوريد ، يسمع كلامهم ويرى أشخاصهم ، ويعلم أسرارهم.


[١]عده السيد المرتضى ; في كتابه الامالى ممن كان يتستر باظهار الاسلام ويحقن باظهار شعائره والدخول في جمة أهله دمه وماله ، وكان في الباطن زنديقا ملحدا ، وكافرا مشركا ، وقال : كى ان عبدالكريم بن أبى العوجاء قال لما قبض عليه محمد بن سليمان وهو والى الكوفة من قبل المنصور ، وأحضره للقتل ، وأيقن بمفارقة الحياة : لان قتلتمونى لقد وضعت في أحاديثكم أربعة آلاف حديث مكذوبة مصنوعة.
[٢]يدر : الموضع الذى يجمع فيه الحصيد ويداس ويدق.
[٣]لامالى : ذكرت يا أبا عبدالله
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 3  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست