نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 28 صفحه : 223
ألا وإن الله تعالى أوحى إلى ان أتخذ عليا أخا ، كموسى اتخذ هارون أخا ، و اتخذه ولدا ، فقد طهرتم كما طهرت ولد هارون ، ألا وإني ختمت بك النبيين فلا نبي بعدك ، فهم الائمة! ][١].
أفما تفقهون؟ أما تبصرون؟ أما تسعمون؟ ضربت عليكم الشبهات فكان مثلكم كمثل رجل في سفر أصابه عطش شديد حتى خشي أن يهلك ، فلقي رجلا هاديا بالطريق فسأله عن الماء فقال أمامك عينان إحداهما مالحة والاخرى عذبة ، فان أصبت من المالحة ضللت وهلكت ، وإن أصبت من العذبة هديت ورويت ، فهذا مثلكم أيتها الامة المهملة كما زعمتم.
وأيم الله ما أهملتم ، لقد نصب لكم علم يحل لكم الحلال ، ويحرم عليكم الحرام ، ولو أطعتموه ما اختلفتم ، ولا تدابرتم ، ولا تعللتم ، ولا برئ بعضكم من بعض ، فو الله إنكم بعده لمختلفون في أحكامكم ، وإنكم بعده لناقضون عهد رسول الله 9 ، وإنكم على عترته لمختلفون ، ومتباغضون ، إن سئل هذا عن غير ما علم أفتى برأيه ، وإن سئل هذا عما يعلم أفتى برأيه ، فقد تحاريتم وزعمتم أن الاختلاف رحمة ، هيهات أبى كتاب الله ذلك عليكم ، يقول الله تبارك وتعالى « ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جائهم البينات أولئك لهمعذاب عظيم »[٢] وأخبرنا باختلافهم فقال : « ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم »[٣] أي للرحمة وهم آل محمد وشيعتهم ، وسمعت رسول الله
[١]ما بين العلامتين ساقط من طبع الكمبانى أضفناه بقرينة المصدر وكتاب الاحتجاج ٦٩ ، وهكذا فيما يأتى من ذيل الحديث ، والظاهر أن نسخة المؤلف العلامة كانت غير منقحة في هذا المقام.
[٢]آل عمران ١٠٥.
[٣]هود : ١١٨ ، وضمير خلقهم راجع إلى « من » في « الا من رحم ربك » و « ذلك » اشارة إلى الرحمة والعناية الربانية والمعنى أن الناس لا يزالون مختلفين ، الا من رحمهم.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 28 صفحه : 223