responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 17  صفحه : 52

قال الطبرسي ; : قال ابن عباس : ما نزل على رسول الله (ص) آية كانت أشد عليه ولا أشق من هذه الآية ، ولذلك قال لاصحابه : ـ حين قالوا له : أسرع إليك الشيب يارسول الله ـ شيبتني. هود والواقعة
[١].

قوله تعالى : « ولئن اتبعت أهوائهم » قد مر الكلام في مثله فلا نعيده ، قال الطبرسي ; : خطاب للنبي (ص) ، والمراد به الامة « من ولي » أي ناصر يعينك عليه ، ويمنعك من عذابه « ولا واق » يقيك منه
[٢].

قوله تعالى : « لا تجعل مع الله إلها آخر » قال الرازي : قال المفسرون : هذا في الظاهر خطاب للنبي (ص) ، ولكن المعنى
[٣] عام لجميع المكلفين ، ويحتمل ايضا أن يكون الخطاب للانسان ، كأنه قيل : أيها الانسان لا تجعل مع الله إلها آخر ، وهذا الاحتمال عندي أولى ، لانه تعالى عطف عليه قوله : « وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه » إلى قوله : « إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما » وهذا لا يليق بالنبي (ص) ، لان أبويه ما بلغا الكبر عنده ، فعلمنا أن المخاطب بهذا هو نوع الانسان ، وأما قوله : « فتقعد » ففيه وجوه :

الاول : أن معناه المكث ، أي فتمكث في الناس مذموما مخذولا ، وهذا معنى شائع لهذا اللفظ في عرف العرب والقرس
[٤].

الثاني : أن من شأن المذموم المخذول أن يقعد نادما متفكرا على ما فرط منه.

الثالث : أن المتمكن من تحصيل الخيرات يسعى في تحصيلها ، والسعي إنما يتأتي بالقيام ، وأما العاجز عن تحصيلها فإنه لا يسعى بل يبقى جالسا قاعدا عن الطلب
[٥]


[١]مجمع البيان ٥ : ١٩٩.
[٢]مجمع البيان ٦ : ٢٩٧.
[٣]في المصدر : ولكن في المعنى.
[٤]نقل المصنف معنى قوله ، وأما الفاظه فهكذا : وهذه اللفظة مستعملة في لسان العرب و الفرس في هذا المعنى ، فاذا سأل الرجل غيره ما يصنع فلان في تلك البلدة؟ فيقول المجيب : هو قاعد بأسوء حال ، معناه المكث سواء كان قائما أو جالسا.
[٥]هنا اختصار ، والموجود في المصدر : فلما كان القيام على الرجل أحد الامور التى بها يتم الفوز بالخيرات ، وكان القعود والجلوس علامة على عدم تلك المكنة والقدرة لا جرم جعل القيام كناية عن القدرة على تحصيل الخيرات ، والقعود كناية عن العجز والضعف.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 17  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست