نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 8 صفحه : 400
رأى و لا مقائيس أغناهم اللّه عن ذلك بما آتاهم من علمه و
خصّهم به و وضعه عندهم و كرامة من اللّه تعالى أكرمهم بها و هم أهل الذّكر الّذين
أمر اللّه هذه الامّة بسؤالهم و هم الّذين من سألهم و قد سبق في علم اللّه أن
يصدّقهم و يتّبع أثرهم، أرشدوه و أعطوه من علم القرآن ما يهتدي به إلى اللّه بإذنه
و إلى جميع سبل الحقّ و هم الّذين لا يرغب عنهم و عن مسألتهم و عن علمهم الّذي
أكرمهم اللّه به و جعله عندهم إلّا من سبق عليه في علم اللّه الشقاء في أصل الخلق
تحت الأظلّة[1] فأولئك
الّذين يرغبون عن سؤال أهل الذّكر و الّذين آتاهم اللّه تعالى علم القرآن و وضعه
عندهم و أمر بسؤالهم، فأولئك الّذين يأخذون بأهوائهم و آرائهم و مقائيسهم حتّى
دخلهم الشّيطان لأنّهم جعلوا أهل الإيمان في علم القرآن عند اللّه كافرين و جعلوا
أهل الضلالة في علم القرآن عند اللّه مؤمنين و حتّى جعلوا ما أحلّ اللّه في كثير
من الأمر حراما و جعلوا ما حرّم اللّه في كثير من الأمر حلالا فذلك أصل ثمرة
أهوائهم و قد عهد إليهم رسول اللّه عليه السّلام[2] قبل موته فقالوا: نحن
بعد ما قبض اللّه رسوله يسعنا أن نأخذ بما اجتمع عليه رأي النّاس بعد قبض اللّه
تعالى رسوله و بعد عهد الّذي عهده إلينا و أمرنا به، مخالفة للّه تعالى و لرسوله
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فما أحد أجرء على اللّه و لا أبين ضلالة ممّن أخذ
بذلك و زعم أنّ ذلك يسعه و اللّه إنّ للّه على خلقه أن يطيعوه و يتّبعوا أمره في
حياة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و بعد موته، هل يستطيع اولئك أعداء
اللّه[3] أن
يزعموا أنّ أحدا ممّن أسلم مع محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أخذ بقوله و
رأيه و مقائيسه فإن قال: نعم فقد كذب على اللّه و ضلّ ضلالا بعيدا و إن قال: لا،
لم يكن لأحد أن يأخذ برأية و هواه و مقائيسه فقد أقرّ بالحجّة على نفسه و هو ممّن
يزعم أنّ اللّه يطاع و يتّبع أمره بعد قبض اللّه رسوله صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم و قد قال اللّه تعالى- و قوله الحقّ-: «وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ
خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى
أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً
وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ» و ذلك ليعلموا أنّ اللّه تعالى يطاع و يتّبع
أمره في حياة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و بعد قبض اللّه محمّدا صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم و كما لم يكن لأحد من النّاس
[1] أي أظلة العرش يوم الميثاق و لعله اشير به الى
عالم القدر.
[3] الغرض من هذا الكلام إلى آخره أن يبين أنّه لا
فرق بين زمان حياته صلّى اللّه عليه و آله و سلم و موته في عدم جواز العمل بالرأى
كما أنّه لا فرق بينهما في وجوب طاعة اللّه و اتباع أمره.
نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 8 صفحه : 400