نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 8 صفحه : 398
بطاعته و هم لا خير عندهم، لا يحلّ لكم أن تظهروهم[1] على أصول
دين اللّه فإنّه إن سمعوا منكم فيه شيئا عادوكم عليه و رفعوه عليكم[2] و جاهدوا
على هلاكهم و استقبلوكم بماتكرهون و لم يكن لكم النّصف منهم في دول الفجّار،
فاعرفوا منزلتكم فيما بينكم و بين أهل الباطل فإنّه لا ينبغي لأهل الحقّ أن ينزلوا
أنفسهم منزلة أهل الباطل لأنّ اللّه لم يجعل أهل الحقّ عنده بمنزلة أهل الباطل،
ألم تعرفوا وجه قول اللّه تعالى في كتابه إذ يقول: «أم نجعل الّذين آمنوا و عملوا
الصّالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتّقين كالفجّار» أكرموا أنفسكم عن أهل
الباطل فلا تجعلوا اللّه تعالى- و له المثل الأعلى- و إمامكم و دينكم الّذي تدينون
به عرضة لأهل الباطل[3] فتغضبوا
اللّه عليكم فتهلكوا، فمهلا مهلا[4] يا أهل
الصّلاح لا تتركوا أمر اللّه و أمر من أمركم بطاعته فيغير اللّه ما بكم من نعمه،
أحبّوا في اللّه من وصف صفتكم و أبغضوا في اللّه من خالفكم و ابذلوا مودّتكم و
نصيحتكم لمن وصف صفتكم[5] و لا
تبذلوها لمن رغب عن صفتكم و عاداكم عليها و بغالكم الغوائل[6]، هذا أدبنا أدب اللّه
فخذوا به و تفهّموه و اعقلوه و لا تنبذوه وراء ظهوركم، ما وافق هداكم أخذتم به و
ما وافق هواكم اطرحتموه و لم تأخذوا به؛ و إيّاكم و التجبّر[7] على اللّه و اعلموا أنّ
عبدا لم يبتل بالتجبّر على اللّه إلّا تجبّر على دين اللّه فاستقيموا للّه و لا
ترتدّوا على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين؛ أجارنا اللّه و إيّاكم من التجبّر على
اللّه، و لا قوّة لنا و لا لكم إلّا باللّه. و قال: إنّ العبد إذا كان خلقه اللّه
في الأصل أصل الخلقة مؤمنا لم يمت حتّى يكرّه اللّه إليه الشرّ و يباعده منه و من
كرّه اللّه إليه الشرّ و باعده منه عافاه اللّه من الكبر أن يدخله و الجبريّة
فلانت عريكته و حسن خلقه[8] و طلق
وجهه و صار عليه وقار الإسلام و