نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 8 صفحه : 397
(الحاق [رسالة أبي عبد اللّه عليه السّلام إلى أصحابه عن كتاب
الوافي])
قد وعدنا في أوّل هذا
المجلد أن نورد رسالة أبي عبد اللّه عليه السّلام إلى أصحابه بتمامه عن كتاب
الوافي في آخره و قد حان أن نفي بما وعدناه.
عليّ، عن أبيه، عن ابن
فضّال، عن حفص المؤذّن، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام؛ و عن ابن بزيع، عن محمّد
بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنّه كتب
بهذه الرّسالة إلى أصحابه و أمرهم بمدارستها و النظر فيها و تعاهدها و العمل بها و
كانوا يضعونها في مساجد بيوتهم فإذا فرغوا من الصّلاة نظروا فيها؛ و عن ابن
سماعة عن جعفر بن محمّد بن مالك الكوفيّ عن القاسم بن الرّبيع الصحّاف عن إسماعيل
بن مخلّد السراج قال: خرجت هذه الرّسالة من أبي عبد اللّه عليه السّلام إلى
أصحابه:
بسم اللّه الرّحمن
الرّحيم أما بعد فاسألوا اللّه ربّكم العافية؛ و عليكم بالدّعة[1] و الوقار و السّكينة؛ و
عليكم بالحياء و التّنزّه عمّا تنزّه عنه الصّالحون قبلكم؛ و عليكم بمجاملة أهل
الباطل، تحمّلوا الضيم منهم، و إيّاكم و مماظّتهم[2]، دينوا فيما بينكم و
بينهم إذا أنتم جالستموهم و خالطتموهم و نازعتموهم الكلام فإنّه لا بدّ لكم من
مجالستهم و مخالطتهم و منازعتهم الكلام بالتقيّة الّتي أمركم اللّه أن تأخذوا بها[3] فيما
بينكم و بينهم فإذا ابتليتم بذلك منهم فإنّهم سيؤذونكم و تعرفون في وجوههم المنكر
و لو لا أنّ اللّه تعالى يدفعهم عنكم لسطوابكم[4] و ما في صدورهم من
العداوة و البغضاء أكثر ممّا يبدون لكم، مجالسكم و مجالسهم واحدة و أرواحكم و
أرواحهم مختلفة لا تأتلف، لا تحبّونهم أبدا و لا يحبّونكم غير أنّ اللّه تعالى
أكرمكم بالحقّ و بصّركموه و لم يجعلهم من أهله فتجاملونهم و تصيرون عليهم و هم لا
مجاملة لهم و لا صبر لهم على شيء من اموركم، تدفعون أنتم السّيئة بالّتي هي أحسن
فيما بينكم و بينهم تلتمسون بذلك وجه ربّكم