[2] البقرة: 258. و قوله:« أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ» قال
الطبرسيّ- رحمه اللّه-: أى فقال نمرود: أنا احيى بالتخلية من الحبس من وجب عليه
القتل و اميت بالقتل من شئت أي ممن هو حى و هذا جهل من الكافر لانه اعتمد في
المعارضة على العبارة فقط دون المعنى عادلا عن وجه الحجة بفعل الحياة للميت أو
الموت للحى على سبيل الاختراع الذي ينفرد سبحانه به و لا يقدر عليه سواه.
انتهى، أقول: الظاهر من سياق
الآية أن المراد من قوله:« أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ» أن الرب الذي و صفته بكذا هو
أنا. و هذا تلبيس و مغالطة منه. و في تفسير الميزان:« قوله تعالى»:« قالَ
أَنَا أُحْيِي وَ أُمِيتُ ... الآية» أي فأنا ربك الذي وصفته بأنّه يحيى و يميت
قوله تعالى: قال إبراهيم:« فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ
الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ... الآية»
لما آيس عليه السلام من مضى احتجاجه بأن ربّه الذي يحيى و يميت، لسوء فهم الخصم و
تمويهه و تلبيسه الامر على من حضر عندهما عدل عن بيان ما هو مراده من الاحياء و
الإمامة إلى حجة اخرى، إلّا أنّه بنى هذه الحجة« بقية الحاشية في الصفحة الآتية»«
بقية الحاشية من الصفحة الماضية»
الثانية على دعوى الخصم في الحجة
الأولى كما يدلّ عليه التفريع بالفاء في قوله:« فَإِنَّ اللَّهَ ...* الآية»
و المعنى: إن كان الامر كما تقول: إنك ربى و من شأن الرب أن يتصرف في تدبير أمر
هذا النظام الكونى فاللّه سبحانه يتصرف في الشمس باتيانها من المشرق فتصرف أنت
باتيانها من المغرب حتّى يتضح انك ربّ كما أن اللّه ربّ كل شيء أو أنك الرب فوق
الارباب فبهت الذي كفر، و إنّما فرع الحجة على ما تقدمها لئلا يظن أن الحجة الأولى
تمت لنمرود و انتجت ما ادعاه، و لذلك أيضا قال:
« فَإِنَّ اللَّهَ»* و لم
يقل: فان ربى لان الخصم استفاد من قوله:« ربى» سوءا و طبّقه على نفسه بالمغالطة
فأتى عليه السلام ثانيا بلفظة الجلالة ليكون مصونا عن مثل التطبيق السابق: و قد مر
بيان أن نمرود ما كان يسعه ان يتفوه في مقابل هذه الحجة بشيء دون أن يبهت فيسكت.
نام کتاب : الكافي- ط الاسلامية نویسنده : الشيخ الكليني جلد : 8 صفحه : 368