[1] يس 70- و اعلم أن ما ذكر في هذا الباب و في
بعض الأبواب الآتية من متشابهات الاخبار و معضلات الآثار و ممّا يوهم الجبر و نفى
الاختيار و لاصحابنا رضوان اللّه عليهم فيها مسالك:
الأول: ما ذهب إليه الاخباريون و
هو أنا نؤمن بها مجملا و نعترف بالجهل عن حقيقة معناها و عن أنّها من أي جهة صدرت،
و نرد علمه إليهم عليهم السلام.
الثاني: أنها محمولة على التقية
لموافقتها لروايات العامّة و مذاهب الأشاعرة الجبرية و هم جلهم.
الثالث: انها كناية عن علمه تعالى
بما هم إليه صائرون فانه سبحانه لما خلقهم و كان عند خلقهم عالما بما يصيرون إليه
فكأنّه خلقهم من طينات مختلفة.
الرابع: أنها كناية عن اختلاف
استعداداتهم و قابلياتهم و هذا أمر بين لا يمكن انكاره فانه لا يريب عاقل في أن
النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و أبا جهل ليسا في درجة واحدة من الاستعداد و
القابلية و هذا يستلزم وقوع التكليف فان اللّه تعالى كلف النبيّ صلّى اللّه عليه و
آله بقدر ما اعطاء من الاستعداد و القابلية لتحصيل الكمالات و كلفه ما لم يكلف
أحدا مثله و كلف أبا جهل ما في وسعه و طاقته و لم يجبره على شيء من الشر و
الفساد.
الخامس: أنه لما كلف اللّه تعالى
الأرواح أولا في الذر و أخذ ميثاقهم فاختاروا الخير أو الشر باختيارهم في ذلك
الوقت و تفرع اختلاف الطينة على ما اختاروه باختيارهم كما دلت عليه بعض الأخبار
فلا فساد في ذلك( آت).
[2] انما افرد لتلك الاخبار بابا لاشتمالها على
أمر زائد لم يكن في الاخبار السابقة، رعاية لضبط العنوان بحسب الإمكان( آت)
[3] اديم الأرض، ظاهره و كذا السماء. و العرك:
الدلك.